تعود جذور التاريخ السوري القديم إلى عمق القدم، وتحديدًا لما يقرب من 700,000 سنة مضت حسب الأدلة الموجودة حتى الآن. اكتشف علماء الآثار آثار لأدوات حجارة خام في موقع كهف الديدرية بالقرب من حلب، مما يشير إلى وجود الإنسان البدائي المبكر في المنطقة. مع مرور الوقت، حلَّ الإنسان الحديث تدريجيًّا محل النوع السابق للإنسان خلال الهجرات الجماعية التي حدثت לפני 100,000 سنة تقريبًا في شرق المتوسط.
في فترة العصر الحجري القديم المتأخر، تغير المناخ بشكل كبير حول عام 15,000 قبل الميلاد، دفع سكان الشرق الأدنى لتطوير طرق جديدة للتكيف البقاء والحصول على الطعام. بدأت مرحلة الاستقرار والعيش الثابت كنمط حياة جديد لهذه المجتمعات الناشئة آنذاك.
ومن بين المدن القديمة الواضحة هي مدنية "إبلا"، والتي تعود إلى القرن الثلاثين قبل الميلاد في المنطقة الشمالية الشرقية لسوريا حاليًا. ازدهرت سوريا عبر العقود الطوال كموقع استراتيجي هام بسبب موقعها المركزي الرابط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا. شهدت حضارتان عظمتان هما مصر وآشور سيطرتهما عليها بالتناوب طيلة القرون التالية. إضافة لذلك لعب الفينيقيون والقبط والصابئيون والروم دور كبير أيضًا في تشكيل وجه سوريا الثقافي والتاريخي.
وفي القرن السابع ميلادي، دخلت القوات المسلمة بقيادة عمر بن الخطاب أرض الشام بعد فتوحات العرب الشهيرة وانتشار الدعوة الإسلامية هناك. كانت مدينة دمشق مركزًا مهمًّا للدولة الجديدة لسنوات طويلة، لكن سرعان ما تحولت العاصمة لاحقًا لبغداد بالعراق بحلول العام ٧٥٠ م . ظلت المنطقة متقلِّبة ومستهدفة جغرافياً ومواقع كثيرة حكمتها قبائل مختلفة مثل الدولة العثمانية وغيرها.
دخلت الإمبراطورية العثمانية الحرب العالمية الأولى ودخل الجيش الفرنسي بإقليم الشام أثناء تلك الفترة تحديداً بالقرن العشرين - فعلى سبيل المثال لم يستطع أحد صد تقدم قوات الجنرال هنري غورو نحو قلب المدينة المقدسة "القدس" والذي نجح بغزو معظم الأرض الفلسطينية ومن ثم الوصول لسواحل البحر المتوسط لمقابلة السلطان عبد الحميد الثاني أمام دمشق مباشرة. وبعد انتهاء النزاع الدولي الكبير أرسل لويد جورج حاكم بريطانيا ليضم إليه لبنان وسوريا باسم خاص يسميه "الدائرتان". ومع بداية عقد العشرينات اتفق الجميع نهائياً بأن تتولاها يدٌ واحدة وهي يد فرنسا وفق اتفاق رسمي مصادقا عليه داخل مبنى الأمم المتحدة برمتها؛ وهو الامتياز المُسمّى بالانتداب.
بعد سنوات قليلة فقط منذ توقيع الاتفاقيات انطلق ثوار الشعب السوري ضد الاحتلال الخارجي قائدين مقاومتهم الوطنية بقيادة زعيم حزب الحزب الوطني الأستاذ شكري القوتلي الذي فاز حينها بلقب الرئاسة الجمهورية نتيجة انتخابات شعبية نزيهة عام ١٩٤٣مساهماً بذلك بتأسيس دولة مستقلة جديدة خاضعة لإدارة نظام جمهوروي حديث المنشأة حديث التشكيل السياسي ذاته وقتها أيضا!!