تعرف الشركات متعددة الجنسيات بأنها مؤسسات تجارية تملكها وتديرها مجموعة متنوعة من الأفراد والمستثمرين من دول مختلفة حول العالم. يتميز هذا النوع من الشركات بنطاق واسع من العمليات التجارية والنطاق الدولي الواسع لاستراتيجياتها ومبادراتها. يعمل هؤلاء الكيانات الضخمة في العديد من البلدان خارج حدود دولتها الأصلية ("الدولة الأم")، مما يؤدي إلى خلق شبكة معقدة ومتنوعة تشكل جزءاً أساسياً من النظام الاقتصادي العالمي المعاصر.

تمركز قوة الشركات متعددة الجنسيات يكمن في قدرتها الفائقة على التنقل بسرعة بين الأسواق الوطنية والدولية، مستخدمة خبراتهم المحلية للتكيف مع الظروف المحلية وتحقيق الربحية المستدامة. تعتبر هذه الشركات رائدة في تبني سياسات الأعمال المتغيرة باستمرار مع الحفاظ على هدف مشترك وهو توسيع نطاق عملياتها بطريقة فعالة لتحقيق أقصى قدر من النمو والاستقلالية المالية.

تتمتع شركات مثل هذه بسمات مميزة تميزها عن غيرها من المؤسسات التجارية التقليدية:

1. ضخامة الحجم: تتمثل خصائصها الرئيسية في كونها كيانات اقتصادية هائلة وفق مؤشرات عدة منها حجم الاستثمار ورأس المال وجودة المنتج ونموه وحجم إيراداته ونفقاته البحثية والتطويرية وكفاءته التنظيمية والإدارية.

1. تنوع الأنشطة: تلعب تنوع المنتجات دور حيوي في تحسين الربحية وضمان عدم التعرض لخسائر كارثية عند فشل سلعة واحدة؛ إذ إن وجود سلة متنوعة من المخزون يحقق توازنًا حرصيًا مهمًا.

1. الاتساع الجغرافي: يشكل الانتشار الواسع جغرافيا لموقع العمل عاملاً رئيسيًا لنجاح حملات تسويقية شاملة تستهدف جمهور عريض عبر مختلف المناطق والجنسيات - وقد سهلت وسائل الاتصال الرقمية الحديثة عملية الوصول لهذه الأسواق النائية سابقًا بكثير!

1. تحالفات استراتيجية: تعد بناء روابط تعاون واستراتيجيات مشتركة مع شركاء آخرين أمرًا ضروريًا للحفاظ على المنافسة والحصول على مزايا تنافسية جديدة داخل السوق الدولية المتنامية سرعة وثباتًا.

1. استخدام مدخرات عالمية: تصنف جميع بلدان الأرض كمناطق محتملة لإطلاق خطوط إنتاج مبتكرة واستقطاب مشترين جدد لترويج علاماتها التجارية المرموقة والمنتجات ذات الطراز الفاخر أيضًا.

1. الحصول على امتيازات احتكارية: غالبًا ما تضمن تلك الامتيازات لنفسها أولوية تقديم خدمات حصرية سواء كانت متعلقة بتقديم تمويلات فريدة أو تقنيات ثورية أو نماذج تسويقية غير مسبوقة توفر لها موقع الريادة المرجوة دائمًا بما يعود بالنفع الأكبر عليها وعلى محيط أعمالها برُمّتها كذلك.

هذه بعض المقومات الفريدة للشركات متعددة الجنسية والتي جعلت منها ظاهرة بارزة وملفتة للأنظار ضمن المنظومة الاقتصادية العالمية اليوم وإن كان هناك نقاش قائم بشأن مدى تأثير حضور هذه القوى الاقتصادية القوية على الشعوب والأمم الصغيرة نسبياً فأنه لا ينكر تأثيراً واضحاً واضحاً لوجودهم بكل الأحوال !