البحث النوعي: نظرة متعمقة حول طرق وجوانب مختلفة

يعد البحث النوعي منهجاً بحثياً قوياً يُركز على الفهم الشامل والمعمق لقضايا إنسانية معقدة. بخلاف البحث الكمي، الذي يعتمد بشكل كبير على البيانات الرقمية

يعد البحث النوعي منهجاً بحثياً قوياً يُركز على الفهم الشامل والمعمق لقضايا إنسانية معقدة. بخلاف البحث الكمي، الذي يعتمد بشكل كبير على البيانات الرقمية والإحصائيات، فإن البحث النوعي يستند إلى مجموعة متنوعة من الأساليب مثل مقابلات العمق، دراسات الحالات، ووصف الثقافات والتجارب البشرية.

وتتمثل أول خطوات إجراء مسح نوعي ناجح في تحديد استراتيجية مناسبة للبحث. هناك عدة خيارات شائعة للاستراتيجيات النوعية:

  1. دراسة الحالة: هي طريقة مفصلة لتحليل حالة فردية أو مجتمع صغير بهدف الحصول على رؤية عميقة لهذه الحالة. غالبًا ما يتم تقديم النتائج بطريقة سرد سرد القصص، مما يسمح بتقديم تفاصيل دقيقة ومعززة للحالة تحت الدراسة.
  1. السرد: تعتبر هذه التقنية إحدى أبسط الوسائل لاستخراج معلومات شخصية ومفصلة من الأفراد أو الجماعات من خلال رواية قصصهم مباشرة بأسنادها الزمنية. وهذا يساعد في تشكيل رؤية ثاقبة لأسلوب حياة هؤلاء الأشخاص والعوامل المؤثرة فيه.
  1. الأنتروبولوجيا: تنطوي هذه العملية على وصف ثقافات وعادات مختلف الأقوام والأمم. تتم باستخدام مقابلة شخصية مكثفة لفهم السياقات الاجتماعية والثقافية للأشكال السلوكية والنفسية للسكان محل الدراسة. وقد يشمل الأمر الانخراط داخل تلك المجتمعات لمدة طويلة للتأكد من حصول الباحثين على رؤى شاملة ومتكاملة.
  1. نظرية التكوينية: تعمل هذه النظرية على تطوير فرضيات جديدة عبر ملاحظة الاتجاهات المنتظمة ضمن تجميع بيانات محدود نسبياً – أي حوالي ٢٠ الى ٣٠ شخص فقط لكل مجموعة عينات - ثم إعادة تنظيم هذه البيانات واستخلاص النتائج منها مجدداً لإنتاج نماذج نظرية أكثر قوة وإمكانيات تطبيق عملية أعلى.
  1. ظاهرة التجربة البشرية: توصف ظواهر كثيرة كتجارب ذات طابع شخصي مميزة للغاية لكن لها تأثيرات كبيرة جداً على مستوى المجتمع الأكبر حجماً بكثير منها؛ كالحزن بعد فقدان شخص محبوب مثلاً والذي يؤثر حتى لو كان تأثير هادئ وعلى المدى الطويل ولكنه غير قابل للإحصاء بنسب واحصائيات محددة.

بالرغم من جماليتها وفوائدها العديدة إلا أنه يوجد العديد من العقبات أمام عمل بحوث نوعيه موثوق بها علميًا ومن أهم تلك المصاعب قدرة المرء على إدارة كمياتdata الهائلة والمتشعبة والتي تستلزم الكثير من الوقت والجهد العقلي والفكري كذلك بالإضافة لصعوبة توسيع النطاق العمراني للدراسه خارج حدود المنطقة المحلية وذلك بسبب طبيعه معظم العينات السكانيه كونها صغيرة نسبيًا وغير قابله للتعميم العام وكذلك اختلاف الآراء بشأن درجة الحياد والاستقلال المنوط بكل باحث حرصًا على نزاهته العلميه ونفاذ عقله وعينه الناقدتين .


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات