تُعدّ الوحدة بين المسلمين ركيزة أساسية في بناء مجتمع قوي ومتماسك، حيث تؤكد الشريعة الإسلامية على أهمية الاجتماع حول كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. إنّ وحدة المسلمين لها آثار عظيمة على مختلف جوانب الحياة، فهي تُساعد في مواجهة التحديات، وتُقدم النموذج الإسلامي السليم، وتُعزز من القوة الروحية للمسلمين. كما أنّها تُساهم في تشكيل حضارة إسلامية حقيقية تعكس قيم المجتمع الإسلامي الصحيح.
تُعتبر الوحدة بين المسلمين طريقاً للتحرر من التبعية الفكرية والحضارية، حيث تُساعد في تحقيق الألفة والعدالة والمحبة والتعاون والإخاء، مما يُزيد من الترابط في المجتمع الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، تُساهم الوحدة في المحافظة على التراث الثقافي واللغة العربية واستمرارها، والقضاء على العصبية القبلية. كما أنّها تُقوي المسلمين وترفع من روحهم المعنوية، وتُخيف الأعداء وتُلقى الرعب في قلوبهم.
لتحقيق الوحدة بين المسلمين، يجب اتباع عدة خطوات، منها: تجاهل الخلافات المذهبية والتركيز على النقاط المشتركة، وتأدية الواجبات والفروض، ومنها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم. كما يُمكن إعداد محاضرات ومؤتمرات تدعو إلى وحدة المسلمين، وتناقش أهميتها والطرق إلى تحقيقها. الاهتمام بالناشئين أيضًا مهم، فهم جيل المستقبل.
أسس الوحدة الإسلامية تتضمن اتباع منهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة، واستفتاء أهل العلم والفقه واستشارتهم دائماً. يجب اتباع أهل العلم الذين يبتغون وجه الله، والذين ينتمون انتماءً حقيقياً ومخلصاً للإسلام. بالإضافة إلى ذلك، الحرص على المحافظة على صلاة الجماعة، لأنها من أسباب الاجتماع، والبُعد عن الحسد والخلافات الشخصية التي تُسبب الفرقة، والحرص على تقوية مشاعر الأخوة وتخطي الخلافات.
إنّ وحدة المسلمين هي أساس العزة والنهضة، وهي الطريق نحو بناء مجتمع قوي ومتماسك يعكس قيم الإسلام السامية.