القضاء هو مصطلح شائع الاستخدام في المجال القانوني والإداري، ولكن يُكتسب معنى مختلف عندما نُعرفه ضمن سياق العلوم الإسلامية. لسانياً، يشير القضاء إلى الحكم والفصل بين النزاعات والقضايا، بينما اصطلاحاً له دلالات أكثر تحديداً في النظامين القانوني الإسلامي وغير الإسلامي.
في الفقه الإسلامي، يعتبر القضاء جزءاً أساسياً من النظام الاجتماعي والديني. فهو ليس فقط عملية قانونية لحل المشاكل، بل أيضاً آلية لتحقيق العدالة وفقاً لما جاء في الشريعة الإسلامية. القاضي هنا يقوم بدور محوري كمحكم عادل ومستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.
من الناحية اللغوية العربية، يعود أصل "القضاء" إلى الجذر الثلاثي "قاض"، والذي يعني الفصل والحسم. أما المصطلح الاصطلاحي للقضاء فيتميز بمجموعة من الخصائص التي تؤكد دوره الحيوي داخل المجتمع. أولها أنه وظيفة رسمية تقوم بها هيئة متخصصة تسمى المحكمة، والتي تضم قضاة مؤهلين شرعياً وقانونياً لإصدار الأحكام النهائية بعد دراسة الأدلة والتأويل الصحيح للنصوص الدينية والقوانين الوضعية ذات الصلة.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز القضاء بالقواعد والأصول الخاصة به مثل إجراءات التقاضي وأنظمة الإثبات والشروط الواجب توافرها في القضاة. كل هذا يساهم في تعزيز الثقة العامة بالعدالة ويضمن حماية حقوق الأفراد والجماعات بشكل عادل ومنصف.
وبهذا المعنى المتكامل والمتعدد الأوجه، يمكننا فهم العمق التاريخي والمعنوي لمفهوم القضاء وكيف ينسجم مع الرؤية الشمولية للشريعة الإسلامية للعدالة الاجتماعية والثابتة عبر الزمن.