ولد الإمام أحمد بن تيمية الحراني، المعروف بـ"شيخ الإسلام"، في حران عام 661 هـ (1263 م)، ونشأ في بيئة علمية غنية حيث كان والده الشيخ عبد الحليم بن تيمية أحد العلماء البارزين. انتقل مع عائلته إلى دمشق عندما غزا التتار بلاد الإسلام، وبدأ رحلته العلمية تحت إشراف كبار العلماء مثل مجد الدين ابن عساكر وزين الدين.
كان لابن تيمية دور بارز في مقاومة التتار عندما غزوا دمشق عام 1303 م، حيث شارك في معركة شقحب بقيادة السلطان الناصر محمد بن قلاوون والخليفة المستكفي بالله، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين. بعد هذه المعركة، طالب ابن تيمية بمحاسبة من ساعد الغزاة على الأمة، مما أدى إلى تعرضه للتعذيب والسجن والنفي.
من أبرز تلاميذه شمس الدين ابن قيم الجوزية، الذي كان ملازمًا له لمدة ستة عشر عامًا، وسجن معه أيضًا. ومن بين تلاميذه الآخرين محمد الذهبي وزين الدين عمر المعروف بابن الوردي ومحمد بن عبد الهادي المقدسي.
بلغت مؤلفات ابن تيمية حوالي 330 مؤلفًا، منها "الاستقامة"، و"بيان تلبيس الجهمية"، و"اقتضاء الصراط المستقيم"، و"رسالة في علم الباطن والظاهر"، و"بيان الفرقة الناجية"، و"الإيمان الكبير"، و"الإيمان الأوسط"، و"الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان"، و"منهاج السنة النبوية"، و"بيان الهدى من الضلال".
توفي ابن تيمية في السجن في 20 ذو القعدة عام 728 هـ، بعد أن مكث فيه مرضًا قبل وفاته. صلى الناس عليه بعد صلاة الظهر، وجرت جنازته الكبيرة التي شارك فيها أكثر من خمسمائة ألف شخص. دفن في مقبرة الصوفية.
لمن أراد معرفة المزيد عن حياة ابن تيمية وسيرته، هناك العديد من المؤلفات عنه، مثل "العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية" لابن عبد الهادي، و"حياة ابن تيمية" للبيطار، و"الرد الوافر" لابن ناصر الدين الدمشقي، و"الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية" للبزاز.