- صاحب المنشور: عبد الرؤوف بن بركة
ملخص النقاش:
تمحور نقاش المشتركين حول قضيتين رئيسيتين مرتبطتين بتحول المجتمع من حالة المتلقي السلبي للأفكار إلى المنتِج لها. يُشدد كلٌّ منهم على ضرورة تبني نهج جديد يسمح بالاستقلال الفكري وتعزيز القدرة الذاتية على توليد الأفكار وتحليلها نقدياً.
الدفع بـ "العقل النائم": رؤية جريئة للتغيير الحقيقي
* يرى "إدهم الزناتي"، المحاور الأول، أن التغير الحقيقي ينتج عن صحوة الفكر البشري واتجاهه نحو تمعُّنٍ عميق ومراجعة ذاتية غير مسبوقة. فهو يدعو إلى تجاوز الوظيفة التقليدية للعقل كمجرّد مصفاة لتصفية البيانات الخارجية المجردة. وبالتالي فإن الاعتقاد بأن مصدر العلم والمعرفة كامن خارج حدود النفس البشرية يبقى تفسيرًا بسيطًا جدًا وغير قادر على مواجهة التعقيدات الحديثة للحياة المعرفية.
* تتفق معه "زكية الغريسي" موضحة كيف يساهم انتشار العالم الرقمي الواسع والكثيف المعلومات فيما يعرف بعصر "الداتا فلود" [Data Flood] في تغذية تصورات واسعة الانتشار بانخفاض مستوى تأمّل الأفراد وعقلانيتهم. فهي ترى أنّ توافر الكثير من الخيارات الإعلامية عبر الشبكات الإلكترونية أدى فعليًا إلى انحسار عملية التدقيق المنطقي الداخلي لمن يريد الوصول لحقيقة أي حدث قبل الحكم عليه مباشرة بعد رؤيته بشكل مباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما إليها مما قد يغيب عنه السياقات التاريخية والثقافية والنفسية المحيطة بهذا الحدث نفسه! وهذا يعني في نهاية الأمر ضرورة اتخاذ خطوات فاعلة لإعادة توجيه المناهج الأكاديمية باتجاه تقوية القدرات الذهنية لدينا عوض تنمية المهارات المرتبطة بإدارة الواقع الجديد للإعلام المرئي فقط.
* بينما يلفت انتباه زميلاته وجهة نظر أخرى تمسك بها شخصية تحمل اسم "يونس العماري". يقول الأخير بأنه بالتأكيد يوجد جانب سلبي متعلق بكثرة المواد الإعلامية المتاحة حاليًا والذي قد يؤدي بالفعل لانخفاض الاحترافية عند استخدام تلك الأدوات الرقمية بسبب عدم وجود سقف موحد للمعايير المهنية الصحافية مثلا داخل عالم الإنترنت المفتوح والذي أصبح تحت رحمة الجميع بصفته مجالا عاما بلا قواعد واضحة الحدود ولا ضوابط ملزمة بالقانون الدولي! ومع ذلك فقد نقلحت هذه الشروط الجديدة عقبة كبيرة ومتجدذة باستمرار أمام العديد ممن يرغب بمواصلة البحث العلمي خاصة وأن اغلب الدراسات القديمة لم تعد قابلة التطبيق وفق نفس الطرق المستخدمة سابقًا وذلك راجع أساسًا للتحولات السريعة المصاحبة لظهور شبكات الاتصال العالمية. لذلك اقترحهؤلاء الأفراد الجدد ومن هم مثل هؤلاء الأشخاص الأحرار والباحثين الجادين سوف تستغل مدى التنوير الاقتصادي الحالي لصالح التمكين للقيم الإسلامية والعربية الأصلية في مجالَي المعارف الإنسانية المختلفة وهكذا ستكون مرجعية لكل المسلمين بالعكس من حالته الحالية حيث يعتبر المسلم أقل نسبة طلب طلابي جامعي في معظم البلاد العربية والإسلامية مقارنة ببقية الثقافات الأخرى!.