- صاحب المنشور: غدير الديب
ملخص النقاش:
تنطلق المناقشة من موضوع تقديم غدير الديب، حيث يُشدد على المخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم. بعض الآراء تتفق على أن التركيز الزائد على الكفاءة التقنية قد يأتي على حساب التجارب الإنسانية والقيم الثقافية الفريدة لكل طالب، والتي تعد أساسا هاما في بناء هويته الشخصية. يرى البعض الآخر أنه بدلاً من الرفض، يجب النظر في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي بشكل فعال يدعم ويغذي العملية التعليمية، مع حماية عناصرها البشرية.
في بداية الحديث، تدعو لينا الدكالي إلى ضرورة حفظ التوازن بين الاستفادة من خدمات الذكاء الاصطناعي وبين الحفاظ على المشاعر الإنسانية والثقافات المختلفة داخل البيئة التعليمية. تعمل ملاحظاتها على رفع مستوى الانتباه حول فقدان الصفات البشرية مثل الغموض، الاخطاء التي تعتبر جزءاً من رحلة الابتكار، بالإضافة للعوامل الأخرى مثل الإلهام والعاطفة. وهي ترى ان أي نظام تعليمي يستخدم بشدة أدوات الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطراً على جوهر التجربة التعليمية.
وتنضم لها مها بن زكري لاحقاً بدعوتها للاستعداد لمواجهة التغييرات الناجمة عن الثورة الرقمية ولا سيما فيما يتعلق بالتعليم. فهي تدعو الى عدم محاولة مقاومة هذا التغيير الجذري، بل العمل بدلاً من ذلك نحو تطوير نماذج تعليمية جديدة تستغل قدرت الذكاء الاصطناعي لتحقيق أفضل النتائج.
ثم يطرح ماهر التازي وجهة نظر أخرى تؤكد على أهمية تفهم المجتمع لهذا التحول وتقبل التكنولوجيا الحديثة كمكون رئيسي للمستقبل. فهو يقترح نهجا يهدف إلى جعل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عاملا داعماً لرؤية أكثر شمولا للتعليم، وبذلك يضمن بقاء العنصر البشري والمكونات الثقافية ضمن الصورة العامة للعملية التدريسية.
وفي النهاية، يعيد المختار بن الأزرق تأكيده على اعتبار المسألة ذات اهميتها القصوى وليست مجرد قضية قبولا عاما جديدا لوفرة التكنولوجيا الجديدة. فالجوهر الرئيسي لهذه المنظومة برؤيته القائمة على احترام حقوق الإنسان وكرامته، خاصة خلال العملية التعليمية. وإذا تم تطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي بصورة خاطئة، فهناك مخاطر كبيرة على الأفراد وعلى ثقافتهم الخاصة كذلك.
ومن ثم فإن جميع المشاركات في هذا الحوار تقدم اقتراحات مختلفة حول كيفية التعامل مع تحديات اندماج الذكاء الاصطناعي داخل القطاع التربوي بطرق تحتفظ بالقيم الإنسانية وتحافظ عليها أثناء تقدير الامكانيات الواعدة لهذه التقنية المتاحة حالياً.
