عصر الدولة الوسطى: ازدهار الفن والثقافة خلال فترة استقرار مصر

تمرّت تاريخ مصر القديم بثلاث حقبات رئيسيّة تُعرف بدولتها القديمة، وسطى وحديثة. يمتد "عصر الدولة الوسطى" تحديدًا بين العامَيْ 2040 ق.م وحتى 1782 ق.م تق

تمرّت تاريخ مصر القديم بثلاث حقبات رئيسيّة تُعرف بدولتها القديمة، وسطى وحديثة. يمتد "عصر الدولة الوسطى" تحديدًا بين العامَيْ 2040 ق.م وحتى 1782 ق.م تقريبًا؛ وهو يتميز بتقدم ملحوظ في مجالات عديدة مثل الأدب والفكر والفنون والعمارة أيضًا. يرجع بداية هذه الحقبة غالب الظن للسلالة الحاكمة الثانية عشرة، والتي ترك بصمة كبيرة خاصة فيما يتعلق بالنهضة الفنية والحضارية.

بدأت النهضة الفنية للدولة الوسطى بشكل رسمي حين توحد الفرعونتان "منتحتب الثاني" ومحيطه، حيث رسخت دعائم حضاريّة جعلتها مركز جذب دولي للفنانين والعقول المتألقة آنذاك. ثم جاء بعدهما فرعون آخر يدعى "أمنمحات الأول"، الذي اختار موقعا جديدآ للعاصمة وهو "إيتاوي"، وكان اختيار موفق فقد ساهم ذلك الانتقال في نشر وتطوير الزخم الفني المحلي مستوحيا أفكار جديدة من مدارس الفن الأخرى بما فيها تلك المرتبطة بالسلالات الأولى. ومن أشهر أعمال فناني هذه الديار منحوتاتها البرونزية والمعبرة جدًا لتاجر محلي اسمه "خاي".

وعلى الرغم من الانجازات الباهرة والتسامح الثقافي الطاغٍ خلال معظم العقود المبكرة لدولة الوصل الجديدة إلّا أنّ انهيارها كان كبيرا كذلك واستمر لفترة طويلة نسبيا مقارنة بسابقتيه وأعتبرها بعض الكتاب نقطة تحول مؤلمة نحو انحسار حضور مصر عالميًا لأجيال عدة لاحقة حتى نهاية عصر ممالك النوبة الجنوبية وما يعرف بطور الاحتلال الهكسوسي. ولكن يظل قسم كبير منهم متفق أنه رغم كل المصاعب إلا أنها لم تغيّر شيئا ذو بال تجاه مكانتهم التاريخية كمصدر للإبداع والإنجازات الإنسانية عبر الدهور المختلفة منذ نشأة البشرية ولغاية عصورنا المعاصرة المعقدة للغاية بكل تناقضاته وصراعاته المستمرة بلا هوادة!


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات