- صاحب المنشور: عاشق العلم
ملخص النقاش:
في عصر يُطلق عليه البعض "الثورة الصناعية الرابعة"، حيث تتغلغل التكنولوجيا في كل جوانب حياتنا اليومية، أصبح الحديث عن إعادة صياغة المفاهيم الأساسية للتعليم أكثر أهمية من أي وقت مضى. التعليم التقليدي الذي اعتدنا عليه - والذي يعتمد غالباً على الحضور الجسدي للمدارس والجامعات والمدرسين ذوي الخبرة - قد بدأ يتعرّض للتحدي بسبب التحولات الرقمية الجذرية التي شهدتها هذه المجالات خلال العقد الماضي.
تتمثل إحدى أكبر العقبات التي نواجهها في هذا السياق في كيفية مواكبة الأجيال الجديدة لهذه الموجة من التغيير التكنولوجي الهائل. فجيل الشباب الذين نشأوا مع الإنترنت وأجهزة الهاتف الذكي لديهم توقعات مختلفة تماماً عما كان متوقعًا قبل عشر سنوات فقط. إنهم يستخدمون الإنترنت كوسيلة رئيسية لتبادل المعلومات والمعرفة، فهم يشكلون مستقبل القوى العاملة العالمية ولذلك فإن نظام التعليم الحالي يجب أن يتكيف بما يتناسب مع احتياجاتهم المتغيرة باستمرار.
كما يوجد جانب آخر مهم وهو الوصول العالمي إلى التعليم: لقد فتح الانترنت أبوابا جديدة أمام الأفراد الذين يعيشون خارج المدن الكبيرة أو البلدان الغنية بالموارد المالية. يمكن الآن لأي شخص تقريبا الحصول على تعليم نوعي عبر البرامج الإلكترونية المفتوحة المصدر مثل كورسيرا و إدكس وغيرها مما يعني أنه لم يعد هناك حاجة لوجود مدرسة قريبة جغرافيًا للحصول على معرفة عالية الجودة وهذا الأمر له آثار بعيدة المدى بالنسبة للدول المنخفضة الدخل ويمكن أن يساهم بشكل كبير بتوفير فرص اقتصادية أفضل للسكان المحليين.
بالإضافة لما سبق, يقترح بعض المختصين أيضًا ضرورة تقديم نماذج مبتكرة ومختلفة من التدريب المهني والتطوير الوظيفي والتي تستند أساسًا إلى مهارات القرن الواحد والعشرين ذات الطابع العملي وليس مجرد تذكر الحقائق التاريخية واسترجاعها أثناء الامتحانات النهائية كما هو معتاد حاليًا. وهذه النوعية الجديدة من المعرفة تعتبر حيويَّة لإعداد طلاب الثانوية العامة وجامعيتهم للتوظيف بعد الانتهاء من دراستهم الجامعية وكذلك تطوير مسار وظائفهم طوال الفترات المقبلة.
وفي المقابل، يرى البعض الآخر مخاطر محتملة مرتبطة بهذه التحولات الرقمية نحو تعليم رقمي خالص؛ فعلى سبيل المثال، تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة بين زيادة الاعتماد على الوسائل الرقمية وانخفاض مستوى التركيز لدى الأطفال والشباب بالإضافة لاحتمالية تعرض المجتمع كوحدة واحدة للإعلام الزائف وعدم قدرته على التعامل معه بطريقة علمية بناءة ناضجة خاصة عندما تكون المنافذ الرئيسية للأخبار والإعلانات هي تلك المواقع الاجتماعية الشهيرة فقط. لذلك ينصح العديد ممن عملوا بنشاط ضمن مجالات التربية توصيل رسالة واضحة حول الأخلاق والقِيَم والأمانة العلمية وأن يتم ذلك جنبا الى جنب مع نشر وتعميق الفوائد المحتملة للنظام الجديد وتعزيز دور الآباء كمراقبين فعالين لحماية ابنائهم اثناء استخدام شبكه المعلومات الدولية الواسع الانتشار عالمياً والتي اصبح مصدر معلومات اولى لكل شرائح مجتمع حداثة العالم .
وبالتالي، بينما تعزز الاتجاهات الناشئة قوة واحتمالات النظام التعليمي الكبير تحت مظلة الأسماء الأكاديمية المؤثرة، إلا أنها تخلق أيضا مجموعة كبيرة ومتنوعة من تحديات اختبار مدى الاستجابة والفهم للكيفية الأنسب للاستخدام المثمر لمساحة رقميه واسعه وضخمه ولكن بالرغم من كل شيء يبقى هدفنا الاساس هو ضمان حق الجميع بالوصول الي الفرصة لتحقيق احلامهما وتحسين وضعهم الاجتماعي بمؤهلات عملية وقيمة قابله للاحترام بمختلف الثقافات والجنسيات المختلفة حول المعمورة الشاسعة!