مع التحول الكبير نحو اعتماد التكنولوجيا في القطاع التعليمي، ظهرت عدة سلبيات تستدعي الانتباه والحذر. أولاً، هناك نقص ملحوظ في مهارات أساسية مثل الكتابة بخط واضح. فقد بات استخدام الهواتف الذكية والحواسيب والأجهزة اللوحية البديل الرئيسي للورقة والقلم، مما أدى إلى انخفاض المستوى العام لهذه المهارات. بالإضافة إلى ذلك، خلقت هذه الاعتماد المتزايد حالة من البطء العقلي حيث تشير الدراسات إلى أن غياب الخط والإمساك بالقلم يجعل خلايا الدماغ أقل فعالية.
بالإضافة لذلك، تساهم الإنترنت في نشر معلومات مغلوطة بسبب سهولة نسج القصص وتداول الأخبار غير المدقق منها. هذا الأمر مرتبط برغبة الكثير ممن يديرون مواقع الشبكات العنكبوتية لتحقيق مرتبة أعلى في محركات البحث بغض النظر عن جودة محتواهم. وهذا بدوره يضر بالعملية التعلمية حيث قد يستند الطالب إلى بيانات خاطئة كمصدر موثوق له.
كما أثرت التقنيات الجديدة بشدة على دور المعلم داخل الفصل الدراسي. الآن، يشعر طلابه براحة عند الرجوع مباشرةً للإنترنت للحصول على المعلومة بدلاً من الاستفسار منه مباشرةً. وقد زادت هذه الظاهرة مع السرعة الكبيرة للتقدم التكنولوجي والتي جعلت مهمة مواكبته أمرًا مضنيًا وغالي الثمن بالنسبة للمدارس التي تحتاج توظيف متخصصين لتدريب معلميها. كلفتها الزائدة تعكس عبء آخر تحمله النظام教育al الحالي.
ومن ناحية صحية، فإن تعديلات نمط الحياة الناجمة عن التكنولوجيا كان لها تأثيرات سلبية أيضًا - خاصة فيما يتعلق بصحة العين والجسد. فتزيد ساعات طويلة من العمل أمامه تلفزيون البيانات من احتمالات الشعور بالأرق وضغط العين حسب دراسة أجراها مركز مرض المياه البيضاء البريطاني. وعليه فإن آثار استخدام التكنولوجيا الطويلة الأجل على الجسم ليست مجرد مخاوف نظرية بل هي حقائق علمية مثبتة.
وفي مجال الأدب، رغم مزايا الكتاب الإلكتروني العديدة مقارنة بنظيره الروائي التقليدي، إلا أنه يحمل مجموعة من القيود الخاصة به أيضا. فهو بحاجة دائمة للشحن وهو أغلى ثمنا بالمقارنة، ولا يسمح بالتبادل كهدايا بين الأصدقاء والعائلة فتحد بذلك فرص التواصل الاجتماعي الطبيعي للأفراد وسط مجتمعهم المحلي. كذلك يغيب عنه طابع مكتبتكم المنزل المميز والذي يعطي رونقا خاصا لمنزل العائلة وينضح بجوانبه الثقافية المختلفة سواء كانت دينية، أدبية أو علمية. أخيرا وليس آخرا، لايتيح لك الحرية كاملة للاختيار بحرية تماما حسب رغبتك حيث ليس بمقدورك الوصول لكل الأنواع الموجودة بالسوق العالمية خاصة تلك المصنفة تحت خانات الاطفال والمناهج الأكاديمية وغيرهما وذلك راجع لانظام التشغيل الخاص بها الذي ربما لن يتواءم معه نوع النصوص المطروحة حاليًا . أما بشأن حرمان المؤسسات العامة ذات الاختصاص من تحقيق مكاسب مادية نتيجة عدم قدرتها على اقتراض أعمال مطبوعة رقمية فهي قضية مثيرة للجدل للغاية حول تأثير رقمنة المطبوعات علي مجمل قطاعات الاقتصاد الوطني.
إن مساوئ تغليب الوسائل التقنية الحديثة علي اساليب الاتصال الإنسانية البسيطة ظاهرة خطيرة تحتاج الي مراعاة متعمقة ومراجعه شاملة لفوائد ومضار تبني وسائل اتصال جديدة قبل دخولها مرحلة التجارب العمليه مباشره.