القدس، جوهرة الشرق وعاصمة الثقافة والحضارات، هي مدينة عريقة تحمل بين أحضانها تاريخاً غنياً ومكانة مقدسة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود. تقع هذه المدينة العزيزة في قلب فلسطين، تحديدًا في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، وعلى مساحة تقدر بـ 125,156 كم². تُعد القدس موطنًا لأكثر من مليون نسمة، وتُلقَّب بأسماء مختلفة مثل "أولى القبلتين" و"بيت المقدس"، مما يعكس مكانتها الروحية والدينية الرفيعة. ومع تصنيفها رسميًا كجزء من إسرائيل، إلا أنها تحتفظ بتاريخها وهويتها الفلسطينية.
على مر القرون الطوال، شهدت القدس توالي حضارات عديدة، فتأسست قبل حوالي خمسة آلاف عام، وكان الكنعانيون أول سكان لها عندما أسسوا مستوطنات هناك أثناء فترة حكمها ما يعرف بالعصر النحاسي -حوالي القرن الرابع قبل الميلاد-. اتسم المناخ هنا بالمناخ المعتدل لشبه الجزيرة العربية، مع صيف حار وجاف وشهر شتاء بارد ورطب. تتراوح متوسط درجات الحرارة السنوية من تسعة درجات مئوية خلال شهر يناير حتى ٢٤ درجة خلال شهري يوليو وأغسطس. أما هطول الأمطار فهو متناسق نسبياً بمتوسط سنوي يقارب الخمسين سنتيمترا.
من أهم معالم المدينة مسجد قبة الصخرة، والذي يعد رمزًا مميزًا للهندسة الإسلامية الرائعة ويتوسط حرم المسجد الأقصى. كما تعتبر كنيسة القيامة وجهة رئيسية لعشاق السياحة الدينية المسيحية لما تحمله من زاوية رؤية خاصة مرتبطة بسرديات ميلاد السيد المسيح عليه السلام وفق التقليد المسيحي التقليدي. بالإضافة لذلك، يشتهر موقع حائط المبكى اليهودي بحوائطه الجدارية المرتبطة بالتراث والتقاليد الدينية لتلك الديانة. أخيرًا وليس آخرًا، يتمتع برج داود بإطلالة خلابة على المدينة القديمة ويذكر بناياته وكنائسها القديمة أصالة تلك الحقبة الزمنية المبكرة.
إن ثراء تاريخ القدس وحضور دورها المركزي ضمن خارطة الخرائط الدينية والإنسانية العالمية جعل منها نقطة جذب عالمية فريدة من نوعها تستحق المزيد من البحث والاستكشاف!