كانت الدكتورة صفية زغلول شخصية بارزة في تاريخ مصر الحديث، وهي واحدة من أكثر النساء تأثيرًا وريادة خلال القرن العشرين. ولدت عام 1878 ونشأت وسط عائلة ثرية ومتعلمة في القاهرة. منذ طفولتها المبكرة، برزت لديها روح الحماس والنضال من أجل حقوق المرأة والعدالة الاجتماعية.
درسَت الطب وأصبحت طبيبة نسائية متخصصة في مجال الصحة العامة، مما منحها خبرة مباشرة في القضايا الصحية التي تواجه المجتمع المصري. ولكن دراستها لم تكن مجرد وسيلة لتحقيق مهنة ناجحة؛ بل كانت أيضا فرصة للتعبير عن قيمها ومبادئها الثورية.
انخرطت صفية زغلول بشكل عميق في حركة الاستقلال المصرية ضد الحكم البريطاني. كانت زوجة سعد زغلول، زعيم حركتي الحرية والاستقلال الأولى والثانية، وقد ساهمت بنفس القدر في هذه الجهود الضخمة. شاركت في العديد من المسيرات الاحتجاجية والمعارك القانونية والدبلوماسية لنيل استقلال البلاد.
إلى جانب دورها السياسي، لعبت صفية دوراً هاماً في تعزيز التعليم وحقوق المرأة. أسست مدارس للبنات ودافعت بلا هوادة عن حق الفتيات في تلقي التعليم. كما عملت على تحسين ظروف العمل للمرأة وتطوير خدمات الرعاية الصحية الخاصة بالنساء والأطفال.
في نهاية المطاف، توفيت سميرة زغلول سنة 1945 بعد حياة مليئة بالنضالات والقيم الإنسانية الرفيعة. ولكن إرثها يستمر حتى اليوم كرمز للقوة والشجاعة والعزم في مواجهة الظلم الاجتماعي والسياسي. إنها مثال حي لتلك الروح العربية الأصلية التي تسعى دائماً نحو الحرية والكرامة الإنسانية.