في عام ١٩٠٥، انجز الفيزيولوجيون النفسيون الفرنسيان ألفريد بينيه وتيودور سيمون انجازًا تاريخيًا حين قدموا لأول مرة مقياسًا يمكن الاعتماد عليه لتحديد مستويات الذكاء لدى الأفراد. وكانت الحاجة ملحة لإيجاد طريقة موحدة وموثوقة لتقييم القدرات المعرفية للأطفال في النظام التعليمي الفرنسي آنذاك.

استوحيت الفكرة الأولى لبنينه عندما طلب منه المساعدة في التعرف على الأطفال الذين يحتاجون إلى تدخل تعليمي متخصص بسبب مشاكل عقلية أو نفسية غير واضحة المعالم. وبعد سنوات بحث ودراسة مكثفة، طور بينين وسيمون نظامًا متكاملًا يقيس القدرة الذهنية عبر سلسلة من الألعاب والتجارب المصممة خصيصًا لتحدي مهارات التفكير المختلفة مثل الانتباه والإدراك والحكم المنطقي وحل المشكلات وغيرها الكثير مما يشكل أساسيات الوظائف العقلية الإنسانية الطبيعية.

اعتمد المقاييس المقدمة بواسطة بينينه وسيمون على مبدأ بسيط ولكنه عميق التأثير وهو مقارنة عمر الطفل الزمني بالعمر المعرفي له بناءً على أدائه في تلك التمارين المتنوعة. ومن ثَمَّ, يتم حساب نسبة الذكاء "IQ" باستخدام الصيغة التالية: العمر العقلي / السن الزمني × 100. وحددت القيمة الوسطى لنطاق الذكاء ضمن نطاق واسع من الدرجات بدءًا من أقل من المعدلات العامة حتى مستوى العبقريات النادرة جدًا كما يلي:

* أقل من الحدود العامة: 58 - 68

* حدود الذكاء الدنيا: 68 - 80

* جيدة: 80 - 115

* ممتازة للغاية: 115 - 125

* موهبة قرب عبقريه الخالص: 125 - 135

* عبقرية: 135 - 145

* عبقريه مرتفعه : 145 – 165

* عبقرية rarely exceptional: 165– 185

* نادرهٌ جدّا فوق الذكائيه العليا : أكثر من ١٨٥ .

كان لهذه الخطوة العلمية البيئية تأثير هائل على فهمنا الحالي لقدرات الدماغ البشرية واستخداماتها العملية في مجالات مختلفة بما فيها التربية والصناعة والأبحاث الاجتماعية أيضًا، إذ ساعد ذلك النهج الثوري في تحديد أفراد لديهم مواهب سرية تستحق التشجيع والدعم اللازم لينمو مجتمع اكثر شمولا وانفتاحا نحو إمكانيات بشرية جديدة تتخطى حدود التصور السابق حول طاقات الانسان الجوهرية المخفية خلف ستائر الظروف الخارجية المؤقتة المؤثرة تأثيراً كبيراً علي قدرتها الذاتيه البيوضحه لما هو أبعد بكثير مما كان متوقعاً سابقا!