يقع السودان جغرافياً في القارة الأفريقية، ويحظى بموقع استراتيجي يحدّه العديد من البلدان التي تشكل معاً خريطة متنوعة من الجمال الطبيعي والأثر التاريخي الغني والروح الثقافية الفريدة. هذه الدول المجاورة هي شريك مهم للسودان سواء كانت حدودها مشتركة أم لا، مما يؤكد على أهمية العلاقات الثنائية فيما بينهما وتعزيز التعاون المتبادل لمصلحة شعوب المنطقة برمتها.
- مصر: تحدّ مصر السودان جنوبي شرق عبر نهر النيل الطويل، والذي يُعتبر رمزاً للتواصل التاريخي بين البلدين منذ القدم. تعود الروابط بين الشعبين إلى عهد المملكة المصرية القديمة عندما كان السودان جزءاً من الإقليم الجنوبي للوطن الأم. اليوم، تجمع العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة الخرطوم مصالح متعددة مثل الأمن المشترك ومجالات التجارة وتشغيل المياه الأثيوبية خلال فترة ما بعد الفيضان السنوي لنهر النيل.
- جنوب السودان: بإنشاء دولة جديدة مستقلة عام ٢٠١١؛ أصبح هذا الجزء المنفصل حديثا أول دولة مجاورة لسودانه القديم وأحدثت تغييراً دراماتيكياً للحالة السياسية المحلية الدولية أيضاً. ورغم الانشقاق المؤسف الذي حدث إلا إنهما حافظتا بشكل ملحوظ حتى الآن -على روابط عميقة خاصة بالثقافة العرقية والمصير المشترك.- غير ان بروز الصراعات المختلفة داخل الحدود الجديدة شكل عامل ضغط إضافيا لتقدّم عملية السلام المستدام هناك ومعالجة جذور الخلافات التاريخيه المطبوعه بتراث غنى ومتنوع .
- إثيوبيا: تمتد الحدود الإثيوبية الشرقية مباشرة نحو الشمال الشرقي باتجاه البحر الأحمر وصولا لأرض كسلا الاستوائيه الحيويه وهي منطقة تعتبر محورا رئيسيا للنقل والبنية التحتية الاقتصادية الناشئة حاليا–حيث تتواجد مشاريع مبتكرة لسد النهضة الكبير الواقع فوق مياه منابع نهر النيل الرئيسي فضلاً عن مشروع خط سكه حديد العملاقة تربط دول القرن الافريقي بما فيها جيبوتي الرئيسية كميناء بحريه حيوي واستراتجي لدوله اثيوبيا الداخلية الواحات الصحراوية تماما وبالتالي تحويل مسار تصديرات صادرات البلاد الخارجيه تجاه بحر العرب بدلا عن مينائي «بور سودان» والمضيق الأحمر القطاع السعودي الحالي ومن ثم تعديل خارطه التحكم البحري والاستعمارات التجاريه قاطبة .
- جمهورية أفريقيا الوسطى: غرب السودان يوجد جمهورية أفريقيا الوسطى والتي تشترك معه بنقطتين فقط ضمن طول ساحله الواقع عند نقطة تقائه بجذور ليبيا الشمالية فى المثلث الثلاثي المواجه للمحيط الاطلسي الغربي –وتتمثل علاقتاهم التقليدية أساساً حول تبادل تجارة البضائع كالذهب والمعادن الأخرى المنتشرة بكثافه كبيره بإقليم دارفور تحديدآ وذلك خلف ظهر قطاع وسط وغرب افريقيا كلها ابتداءً من مراكزها المالية الرائده المعروفه بالمراكز مروراً بأعتاب السوق العالمي المُنظم لصفقات السلع الاوليه تحت سقف البرلمان الدولي للجنة التجاره الحره "WTO".
هذه الدول الأربع لها تأثير كبير ليس فقط على وضع السودان الجغرافي بل أيضا على تاريخه وثقافته وهويته الوطنية. إن فهم هذه العلاقات المتداخلة ضروري لفهم الديناميكيات المعقدة للأوضاع السياسية والاجتماعية المعاصرة في منطقة شمال شرق أفريقيا ككل وفي الداخل السوداني بالأخص .