تُعتبر التربية والتعليم العمود الفقري لتقدم الشعوب والحفاظ على الهوية الثقافية للأمم عبر التاريخ. يشير مفهوم التربية إلى الرعاية والتوجيه الشاملين لتنمية جميع جوانب شخصية الفرد - جسمانيًا وعاطفيًا وعقليًا وروحيًا – منذ الولادة وحتى بلوغه سن الرجولة. أما التعليم فهو جانب من جوانب التربية الأكبر، إذ يركز بشكل أساسي على نقل المعرفة والمهارات والمعارف الأكاديمية والأخلاقية.
لقد تطورت نظريات التربية عبر العصور بناءً على التجارب الإنسانية المختلفة وظروف البيئة الاجتماعية والثقافية. في المجتمعات البدائية، كانت عملية التربية تتمثل أساسًا في تقليد الآباء والأقران والتشبع بالعادات والقيم المحلية. كان هدف هذه النوع من التربية تحقيق الاستيعاب الوظيفي للحياة اليومية مثل تأمين الاحتياجات الأساسية كالطعام والشراب والمأوى. ومع ذلك، أدخل الفلاسفة القدماء مثل أفلاطون وأرسطو وجدد القرن الحديث عناصر جديدة مثل التركيز على خلق الشخصيات المثلى وتحقيق الذات والسعي لتحقيق السعادة كمبادئ توجيهية أساسية للتربية الحديثة.
من المنظور الإسلامي، تعد تربـية المرء وفق أحكام الدين ومoralties منه أيضًا أمر ضروري لوضع الأخلاق والدين كجزء لا يتجزأ من الشخصية الإسلامية الحقيقية. لذلك، ليس فقط تزويد الأطفال بالمعلومات بل أيضًا تشكيل القيم الروحية والأخلاقية الخاصة بهم بطريقة تتوافق مع العقيدة الإيمانية الصحيحة. يؤكد علماء دين بارزون مثل الدكتور محمد قطب وغلام أحمد البرويزي على أهمية الجمع بين الجانبين الديني والأخلاقي في نظام تعليمي شامل يعكس هويتهم ويتماشى مع معتقداتهم الدينية.
وفي عصرنا الحالي، أصبح هناك توسع ملحوظ في مجالات التربية بما في ذلك الصحة النفسية والصحة العامة وإدارة الذات وبناء المهارات القيادية والتفاعل الاجتماعي الناجع والتواصل الفعال باستخدام مختلف أشكال الوسائل التقنية والرقمية المناسبة لمختلف مراحل العمر. يهدف كل هذا إلى مواكبة متطلبات سوق العمل المستقبلي ومتغيرات العالم المعاصر المتغيرة باستمرار والتي غالبًا ماتكون نتيجة للإنجازات التي حققتها الثورة التكنولوجية وما ترتبت عنها من تغييرات مستقبلية محتملة.
إن السياقات العالمية الاقتصادية والنفسية الحالية تدفع نحو إعادة النظر بالنظام التربوي التقليدي التقليدي لصالح نهج جديد يتمحور حول الإنصات للاختلاف واحترام الاختيار الحر والإبداع والابتكار بدل الاعتماد فقط على الدراسة النظرية الجامدة وعدم القدرة على تطبيق المعرفة المكتسبة practically خارج حدود الفصل الدراسي ذاته. وهنا يكمن دور المؤسسات التعليمية الرسمية وغير الرسمية مجتمعةً في تسريع وتيرة الانتقال لهذه الحالة الجديدة المثلى من التربية والتعليم المبنية على منطلقات علم نفس القرن الواحد والعشرين وحاجاتها الواقعية الملحة الآن وفوق المستقبل أيضا!