تعد أسماء الإشارة أحد أهم الأجزاء التي تعزز جمال وبلاغة اللغة العربية. فهي أدوات لغوية تستخدم للإشارات إلى الأشخاص والأشياء والمكان والزمان بطريقة دقيقة وواضحة. هذا النوع من الأسماء له خصوصياته الفريدة ويُستخدم بكثرة في النصوص الأدبية والعلمية والدينية وغيرها. سنقوم هنا باستعراض أعداد أسماء الإشارة وكيف يمكن استخدامها بشكل صحيح ومثير للاهتمام.

في اللغة العربية، هناك ثلاث مجموعات رئيسية لأسماء الإشارة بناءً على المسافة بين المتحدث والمستمع وبين المستمع للموضوع المشار إليه:

1. القريب: يشير إلى ما هو قريب بالفعل أو ظاهراً أمام المتلقي مباشرة مثل "هذا" للذكر المفرد، "هذه" للأنثى المفردة، و"هذان" للجنسين الجمع. مثال: هذه الطاولة الجديدة جميلة جداً - هذان الكتابان مفيدان جداً لدارسي التاريخ.

1. البعيد: يشير إلى ما هو بعيد ولم يظهر بعد للمتلقي لكنه معروف عنده مسبقاً كـ "ذاك" للذكر المفرد، "تلك" للأنثى المفردة، و"تلكا" للجنسين الجمع. مثال: ذاك الرجل ذو الأخلاق العالية استحق الثناء حقاً - تلك المدينة القديمة لها تاريخ غني جديرة بالاستكشاف.

1. الغائب: يستعمل عند الحديث عن شخص أو مكان غير حاضر ولا مرتبط بالمكان الحالي للمحادثة كالاسم العلمي للعائلة وما شابه ذلك؛ فهو يأتي بصورة مجردة بدون تحديد جنس كما في قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ} [الأحزاب: ٣٣].

بالإضافة لهذه المجموعات الثلاث الرئيسية يوجد بعض الاستثناءات الخاصة بالأدوار الاجتماعية والثقافية والتي تتطلب معرفتها للتعبير الواضح والسليم فيما يتعلق بالإرشادات والتوجيه نحو الأفراد أو الجماعات ضمن السياقات المختلفة:

مثال لذلك: "إليك": يستخدم مع المخاطب وجوب الاحترام والإجلال، خاصة حين تكون المخاطبة امرأة مسنّة مثلاً. وكذلك فعل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما خاطب النساء قائلا:"إلى المؤمنات".

وعند مخاطبة أكثر من اثنين رجالاً الأمر مشابه لما يلي:" إليكما". بينما إذا كان الرجال ثلاثة فأكثر فإنه يتم التعبير عنه بقولنا :"عليكم". أما بالنسبة لمخاطبة مجموعة نسائية فتكون باستخدام عبارة ."إليهنّ"، ومعنى ذلك أنهنّ عدة وليس فرد واحد فقط بشرط عدم وجود ذكر بينهنّ وإلا فالعبارة الصحيحة هي"عليهن''. وهناك العديد من الأمثلة الأخرى ذات طابع اجتماعي وثقافي مماثل مما يؤكد أهمية فهم دقة واستخدام كل اسم مناسب حسب الوضع الاجتماعي والقيمي لكل سياق.

وفي نهاية المطاف فإن التعرف الكبير لأعداد واسماء الاشارة يساعد ليس فقط على تطوير المهارات اللغوية لدى الناطق بها بل أيضًا يعمل كمفتاح لفهم الثقافة المرتبطة ارتباط عميق بلغتنا الجميلة والمعقدة وهي العربية الأصلية الجامعة للأديان السماوية الثلاثة .