ولد الدكتور مصطفى محمود في ٢٧ ديسمبر ١٩٢١ لعائلة أشراف تعود جذورها إلى الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. نشأ مصطفى محمود وسط أسرة كريمة تحترم العلم والدين، الأمر الذي أثمران شخصية فريدة تجمع بين النبوغ الأكاديمي والتزام ديني راسخ. بدأ مشواره التعليمي مبكرًا، ولكن اضطر لتوقف مؤقت بسبب ظروف صحية لأبيه، قبل أن يستأنف دراسته ويتخرج بدرجة طب داخلي عام ١٩٥٣.
بعد فترة قصيرة من العمل كطبيب، اتجه نحو التأليف والنشر الأدبي، مميزًا نفسه بخفة ظل وكلمات عميقة جعلته محبوبًا لدى القراء. خلال فترة شبابه المبكرة، نشر العديد من الأعمال الأدبية والفلسفية المتنوعة والتي غطت المواضيع الدينية والاجتماعية والفنية وغيرها. سعى للحصول على إجابات حول أسئلة وجودية عميقة تتعلق بالحياة والموت وما بعد الآخرة. وفي الأربعينيات من القرن العشرين, شارك أيضًا في إنتاج محتوى تلفزيوني مستعرض عبر عقود طويلة وقدم برنامج شهير باسم "العلم والإيمان". بالإضافة لذلك, فقد كتب سيناريوهات لمسرحيات هزلية وساهم بشكل كبير كمؤلف وممثل أول في انتاج فيلم سينمائي واحد فقط هو الرجل تحت الصفر والذي يحكي قصة حياة شاعر شعبي ذائع الصيت وقتذاك يدعى أحمد شوقي .
على جانب آخر غير متصل مباشره بالأدب ، قام بتأسيس ثلاث مراكز رعاية صحيه تخصصيه لرعايه الفقراء وكذلك مجموعة من المستشفيات المجتمعيه الثانيه موجهة للسكان ذوي القدره الاقتصاديه المنخفضه مما أدى لتحسين الخدمات الصحية لهم بشكل ملحوظ بجوار بناء مركز متخصص للعلاج الطبيعي فضلاً عن تدشينه لمكتبة ضخمة تحتوي على مجموعات متنوعه تشمل التاريخ والجغرافيا والحاسوب والجولوجيا وغيرha. كما اسس متحفا جغرافيا واحترف الرصد الفلكي حيث تحمل تذكاره رمز نجوميه سماويه بإسم asteroid(كويكب). أما بالنسبة لحياة خاصة بحياته الاجتماعيه , فقد عقد قران مرتين الأولى كانت بزوجه اول وهناك ولدين نتجوا منها فيما تطلق الزوجان لاحقا بينما جاءت الثانية برفقه السيده زينب حماده لانهائه ايضا بحلول نهاية عقد التسعينات الميلادية. توفي رحمه الله تعالى في تمام الساعه السابعه صباح يوم الاثنين بتاريخ الواحد والثلاثونه الاكتوبر لسنه ألفيان وتسع اعوام نتيجة ازمات مرضيه مستمره بلغت مدتها تقارب الاربع سنين تاركا خلف تراث هائل يشمل ما يفوق خمسمائة عمل مطبوع اغلبها كتاب مصنف ومعظمها كتبات دينيه تغوص بشجون البشر ودراسات فلسفيه تبحث في الاسرار الجزئيه والكبرى للحياه وحقيقة الخالق سبحانه وتعالي.
