الضوء المستقطب هو شكل خاص من أشعة الضوء التي يتم توجيهها إلى اتجاه محدد، مما يعطي خصائص فريدة مقارنة بالضوء غير المستقطب. هذه الظاهرة تحدث عندما تمر موجات كهرومغناطيسية مثل ضوء الشمس عبر مواد معينة تسمى "مستقطبات"، والتي تنظم وتستقطب فقط تلك الموجات التي تتوافق مع محور معين. يؤدي هذا التركيز للموجات إلى خلق تأثير معروف باسم الاستقطاب، والذي يوفر فوائد عديدة في مجالات مختلفة.
في العامية العلمية، يمكن وصف الضوء بأنه موجة كهرومغناطيسية مكونة من حقلين متعامدين - المجال المغناطيسي والمجال الكهربائي - ينتشران بشكل عمودي ومتزامن. عند مروره بمادة مستقطبة، يخضع أحد الحقول لتغييرات أكثر تحديدًا، بينما يبقى الآخر بدون تغيير تقريبًا. النتيجة النهائية هي نوع من الضوء يحتوي على كميات قليلة جداً من الطاقة خارج الاتجاه الرئيسي للاستقطاب.
يستخدم الاستقطاب في مجموعة متنوعة من التطبيقات العملية. في الأجهزة الإلكترونية الحديثة، يساعد الاستقطاب في تحسين أداء الشاشات العاكسة للزجاج الرقمي (LCDs) وأنظمة عرض البلورة السائل الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يلعب دورًا حيويًا في العديد من التقنيات البصرية المتقدمة كالتصوير الطبي والأبحاث الفلكية ومنظومات التعرف الآلي.
الفهم العميق لخواص الضوء المستقطب ضروري لإتقان استخدام ومراقبة هذه التقنيات الناشئة. إن معرفة كيفية استقطاب الضوء وكيف يمكن التحكم فيه تشكل أساس تقدم العديد من الصناعات بما فيها الطيران والبحرية والإلكترونيات وغيرها الكثير. بالتالي، يعد مجال دراسة الاستقطاب جزءاً مهماً ضمن علم الفيزياء وعلم المواد الحديث.