على الرغم من وجود العديد من النقاط المشتركة بين تخصصي علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، إلا أنهما يختلفان بشكل كبير فيما يخص الأهداف والمناهج البحثية والأدوار العملية. كلاهما يهتمان بدراسة المجتمع البشري وتقديم المساعدة الفعالة لكنهما يسلكان طرقا متباينة لتحقيق هاتين الغرضين.
في سياق علم الاجتماع، يتم التركيز بشكل أساسي على فهم العمليات الاجتماعية وكيف تؤثر هذه العمليات في حياة الأفراد والجماعات والمؤسسات داخل المجتمع. يعمد علماء الاجتماع إلى استخدام منهجيات بحثية متنوعة مثل المقابلات والاستبيانات ومراقبة السلوك الاجتماعي لجمع البيانات وتحليلها بهدف اكتساب معرفة عميقة حول القيم والعادات والتفاعلات الإنسانية التي تشكل أساس الحياة الاجتماعية. هذا العلم يهدف إلى تقديم نظرة ثاقبة للظواهر الاجتماعية المعقدة بغية تعزيز التفاهم وتوجيه السياسات العامة نحو تحسين نوعية الحياة للمجتمعات البشرية.
وعلى الجانب الآخر، توفر الخدمة الاجتماعية نهجا أكثر تطبيقية وعمليا ضمن مجال العمل الإنساني. يعمل المحترفون في هذا المجال مباشرة مع الأفراد العائلات والمجموعات لتلبية الاحتياجات المتنوعة بما يشمل الصحة النفسية والقضايا الاقتصادية والصحة الجسدية وغيرها الكثير. الهدف الرئيسي لهم هو مساعدة الأشخاص الذين يواجهون تحديات اجتماعية وأسرية واقتصادية للتغلب عليها وإعادة دمجهم في مجتمعاتهم بطرق صحية ومستدامة.
وبالتالي، بينما يقضي عالم الاجتماع معظم وقته في الدراسة النظرية لفهم الظواهر الاجتماعية، يسعى موظفو الخدمة الاجتماعية لحل مشاكل وآلام الناس الحالية عبر تدخلات عملية ودقيقة مصممة خصيصاً لكل حالة فردية. وهكذا نجد كل من علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية مكملَين ومتكاملَين في رحلة تحقيق العدالة الاجتماعية والسعي لبناء مجتمع أكثر شمولاً وحياة أفضل للمعتمدين عليه.