مؤلف كليلة ودمنة الشهير: رحلة عبر الزمن والثقافات

"كليلة ودمنة"، العمل الأدبي القديم ذائع الصيت والذي يعود جذوره لأصول هندية عميقة، يتميز بمجموعة متنوعة من القصص التي تتضمن بطولات الحيوانات والطيور. ا

"كليلة ودمنة"، العمل الأدبي القديم ذائع الصيت والذي يعود جذوره لأصول هندية عميقة، يتميز بمجموعة متنوعة من القصص التي تتضمن بطولات الحيوانات والطيور. المؤلف الرئيسي لهذه الأعمال الفلسفية والأخلاقية هو الفيلسوف الهندي بيدبا، الذي ألف النص الأصلي باسم "بينج تنترا". قام بتأليف هذه الرواية بناءً على طلب الملك دبشليم، بهدف تقديم نصائح أخلاقية للإدارة الجيدة للحكم.

كان تأليف بيدبا المباشر للنص باللغة السنسكريتية، اللغة الرسمية للهند آنذاك. لكن ترجماته الأبعد تحولت خلال القرون اللاحقة إلى مختلف اللغات العالمية. فقد نقل الطبيب الفارسي بارذويه العمل من السنسكريتية إلى الفارسية القديمة (الفوهلوية). جاء هذا الترجمة أثناء فترة حكم كسرى الثاني (أنوشيروان)، عندما أرسلت الحكومة الفارسية بارذويه إلى الهند لتجميع المعرفة والمعرفة التقليدية.

إحدى روايات التأليف الأكثر شعبية هي تلك المتعلقة بالإسكندر المقدوني وغزواته في الهند. وفقاً للتاريخ، ترك الإسكندر حاكماً محلياً خلفه قبل الانطلاق للغزو الآخرين بينما اختلف الشعب المحلي معه وتمردوا. اختاروا بدلاً من ذلك دبشليم حاكماً لهم، ولكنه سرعان ما انحرف عن خط طريق العدالة والاستقامة. هنا يأتي دور بيدبا، حيث قدم لنصائحه حول الحكم المستقيم مما أدى إلى اعتقاله لاحقاً من قبل الملك الظالم سابقاً. رغم كل ذلك، تراجع الملك وعاد إلى رشده وأرسى بيبا وزيرًا ومستشارًا له. ثم طلب منه كتابة عمل مفعم بالحكمة والمعاني الاستrallying تحت اسم "كليلة ودمنة".

أما بالنسبة للترجمة العربية للعمل، فهي موجهة برعاية عبد الله بن المقفع، الذي عاش خلال الفترة العباسية في القرن الثامن ميلادي تقريبًا. حصل بن المقفع على نسخة العمل بالفارسية وساهم بإعادة صياغة بعض القصص بالإضافة لإضافة أخرى خاصة به. يُذكر أنه فقدت النسخة الأصلية في السنسكريتية وكذلك النسخة الفارسية منذ ذلك الوقت وبالتالي أصبح المصدر الوحيد متاح فقط عن طريق النسخة العربية والتي تفرعت عنها نسخ أخرى فيما بعد وانتشرت بشكل واسع النطاق.

تجدر الإشارة أيضًا إلى تاريخ شخصية بن المقفع نفسه: ولد بن روزبه داذيويه وهو فارسي الأصل ومن ديانة المجوسية ولكنه اعتنق الإسلام لاحقا وتغير اسمه لعبد الله مباركة لهذا الدين الجديد. توفي بن المقفع بسبب خلاف سياسي مع حاكم المنطقة حينذاك كما ذكر التاريخ المسعودي بذلك ضمن مؤرخيه لجغرافية العالم الإسلامي.


عاشق العلم

18896 Blogg inlägg

Kommentarer