اتفقtacy سايكس-بيكو، التي عُقدت بين عامي 1916 و1920، هي واحدة من أهم الاتفاقيات السياسية في القرن العشرين والتي أثرت بشكل كبير على الخريطة الجغرافية للشرق الأوسط الحديث. تم توقيع هذه الاتفاقية السرية بين بريطانيا وفرنسا خلال الحرب العالمية الأولى لتحديد مناطق النفوذ والثروات الطبيعية لكل منهما بعد الانتصار المتوقع عليهما للحلفاء ضد الإمبراطورية العثمانية.
تم تسمية الاتفاقية نسبة إلى الدبلوماسيين الذين قادوا المفاوضات، مارك ساكس من الجانب البريطاني وموريس بيكو من الطرف الفرنسي. تتضمن اتفاقية سايكس-بيكو تقسيم منطقة الهلال الخصيب إلى عدة مقاطعات نفوذ وفقاً لحدودها التقليدية والعلاقات القومية للمجموعات البشرية المختلفة آنذاك. وقد أسست هذه الخطوط الحدودية الجديدة أساسا للتوترات والإشكاليات المستمرة حتى يومنا هذا في المنطقة العربية.
على سبيل المثال، قسمت سوريا والفلسطين وأجزاء كبيرة من العراق والأردن والمملكة العربية السعودية الحالية. كما ألقت الضوء أيضا على دور اليهود الأوروبيين كوكلاء تجاريون محتملون لهذه المناطق الغنية بالموارد الاقتصادية والاستراتيجية. وهذا الأمر كان له تأثير مباشر لاحقا فيما يعرف اليوم بقضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي.
بالإضافة لذلك، لم تأخذ الشرعية الدولية لحماية حقوق الشعوب الأصلانية في الاعتبار أثناء ترسيم حدود تلك الدول الواعدة حديثاً، مما خلق حالة عدم الاستقرار السياسي والديني داخل كل دولة جديدة خالية من الوحدة الوطنية المنشودة خارجيًا ولكن مُقسمة داخليا بسبب تنوع التركيبة السكانية القديمة للمنطقة.
وفي المقابل، فقد أدت آثار هذا الاتفاق أيضا إلى ظهور حركات وطنية قومية تسعى لإعادة رسم خارطة سياسية تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي الفعلي للسكان المحليين بدلاً من النظرة الاستعمارية التقليدية للأرض كممتلكات قابلة للقسمة والتوزيع بناءً على المصالح الشخصية فقط. وبالتالي فإن قضية إعادة النظر في مصداقيتها وتداعيات تواجدها مازالت محورة جدل مستمر حتّى الآن بمختلف أشكال البحث الأكاديمي والسجالات الشعبية المطالبة بإصلاح نظام حكم دول العالم الثالث الحالي والذي يوصف غالبًا بأنه نتاج مباشرة لأثر تواجد تلك الحروب التاريخية والتقاسم غير المدروس لها وقتئذٍ.