تعد الجزائر واحدة من أقدم البلدان في العالم التي سكنها الإنسان، مما يجعلها موقعاً غنياً بالثقافات والتاريخ المتنوع والمفصل. يعود تاريخ الجزائريين الأوائل إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث تشير الآثار الموجودة في المواقع مثل تاكسولت وتاغيتا وغيرها إلى وجود مستوطنات بشرية متقدمة منذ آلاف السنين.
في العصر الفينيقي، كانت الجزائر معروفة بموانئها التجارية الرئيسية مثل طيبروسا وكورتونا وبرومايوس، والتي لعبت دوراً هاماً في التجارة مع أوروبا والإسكندرية القديمة. ومع ذلك، كان الرومان هم الذين أسسوا الإمبراطوريات الأكثر تأثيراً على المنطقة خلال القرون التالية. تحت حكم روما، شهدت الجزائر نهضة حضرية واقتصادية كبيرة، خاصة بعد بناء مدينة قسطنتينية (الجزائر حاليا).
مع انهيار الإمبراطورية الرومانية، دخلت الجزائر فترة من الاضطراب السياسي والفوضى. ظهر العديد من القبائل المحلية مثل البرابرة والأفارقة كأول حكومات مستقلة في المنطقة. لكن هذه الفترة لم تستمر طويلاً أمام الغزو البيزنطي ثم العربي الإسلامي.
غزا المسلمون بقيادة عقبة بن نافع شمال أفريقيا عام 671 ميلادية، وبدأ بذلك عصر جديد في تاريخ الجزائر. اعتنق السكان المحليون الدين الإسلامي بسرعة ونقلوا الثقافة العربية مع مرور الوقت. انقسمت الدولة الإسلامية الجديدة بين خوارزمية وفاطمية وسفارية وعثمانية حتى نهاية القرن الخامس عشر عندما بدأت الحملات الاستعمارية الأوروبية، وأبرزها الفرنسية التي استمرت لمدة قرن تقريباً.
بعد استقلال البلاد سنة 1962، بدأ المشهد السياسي والاجتماعي للجزائر ينهض مجدداً. رغم التحديات الاقتصادية والسياسية العديدة، نجحت الحكومة الجزائرية الحديثة في تحقيق تقدم ملحوظ فيما يتعلق بتعليم المرأة وحقوق الانسان. اليوم، تعد الجزائر دولة ذات أهمية جيوسياسية وثقافية مميزة ومتجذرة عميقًا في تراثها الطويل والمعقد.