تساهم مهارات التفكير بشكل كبير في تنمية شخصية المتعلمين وتعزيز قدرتهم على التعامل مع مواقف الحياة المختلفة بحكمة وحسم. ورغم الأهمية البالغة لهذه المهارات، فإن هناك عدة عوامل ومحددات تؤثر سلبيًا عليها داخل البيئة التعليمية. سنستعرض هنا أبرز تلك العوائق وسنتعمق في الآثار الناتجة عن كل عامل منفرد.
أهمية تعليم مهارات التفكير ⤔⤑ فوائد عملية ودائمة
للتركيز على تعليم مهارات التفكير فوائد متعددة لكل من الطلبة والمعلمين، تشمل:
* بالنسبة للطلبة: زيادة مستوى الدافع والانخراط الدراسي؛ القدرة على الاستقصاء المستقل عن مصادر معرفية متنوعة؛ تطوير مجموعة واسعة من القدرات المعرفية والسلوكية المفيدة لبناء شخصيات صحية ونافعة اجتماعياً؛ تعزيز الشعور بالأمان والثقة بالنفس والتواصل المحسن ضمن شبكة العلاقات الاجتماعية.
* بالنسبة للمُعلِمين: تحقيق غرض منهجيات تدريس المواد الأكاديمية بشكل فعال؛ تقدّم شخصي للمعلمين عبر فهم عميق لنقاط تفكير طلبتهم؛ المساعدة في ضمان استدامة المؤسسات التعليمية العامة.
حاجة ملحة لقوى بشرية قادرة ومتمرِّنة عقلياً
إن ضرورة ترسيخ مهارات التفكير بين صفوف السكان ليست مجرد رغبة مستقبلية، فهي أمر حيوي الآن إذ تساعد الأفراد والجماعات والشركات على التكيف والعطاء الأمثل. تُعد الحكومات مثلاً طرفاً أساسياً يندرج تحت مسؤوليته تطوير مجتمع قائم على التفكير والنظر التأملي، مما يدفع بالمشاركين فيه نحو قيادة البلاد بسداد وجهده الذاتيين. ولا يقصر الأمر كذلك عند حدود البيت الواحد فقد يحتاج كل فرد للدفاع العقلي المشروع كي يبقى صالح المنظومة الاجتماعية وخارج دائرة أي انتقاص خارجي محتمل لوحدة النفس البشرية الجهاز العضوي للحياة الإنسانية بكافة جوانبها الجميلة والفريدة من نوعها.
نقد مُعمَّق لما يحول دون تبني استراتيجيات تعلم ذكية
تشكل بعض الظواهر المرتبطة بممارسة العمل التربوي ردعا لإذكاء مكامن الذهن السليم لدي طلابنا الأعزاء، وللآتي أمثلة بارزة موثقة بذلك السياق وظاهر تأثيرهما السلبي المسجل:
- هيمنة السلطة: عندما يشعر المرء بأنه مجبر باتباع رأي معلميه دون نقاش معتبر ذلك "نكاية" له، سيبتعد بالتأكيد بصمت داخلي عمّا يُعنى بتحصيل مزايا الاستنتاج الحر والإبداع الشخصي المبني عليه.
- نقْش المعلومات بلا توضيحات: إن تقديم المعلومة الخام بدون مسعى لإظهار كيفية استخدامها وفهم آليات عملها بدائل مخاطرته بفقدان التركيز والكسل بسبب عدم وجود دافع واضح لاستذكار البيانات نفسها لاحقا وبالتالي شعور بخيبة أمل أولياء أمور الطلبة حين تحصيل درجات نجاح متوسط رغم امتلاء ذاكرة ابنهم المهترأة حقائق مكتملة غير مفيدة أصلا لحاضره ومستقبله القريب أبداً!
- الحشو الإرهاقي للعقول الشابة بالمعلومات الثقيلة: إن تحميل طفل صغير بركام المعارف قبل بلوغه مرحلة بلوغه مرحلة إدراك مضمونها يعد جرماً بشع ضد بنيانه المؤقت وغير قادر حتى اللحظة -أو ربما مستحيلاً تماماً حسب عمره!- علي استيعابه للغايات الرئيسية لذلك الكم الغابر المؤرق لبصيرته الصغيرة! وهذه زلات ترتكب جزافاً ستؤول حتما لتدمير فرصه الطبيعية للتطور المتناسق داخل نفسه وعلاقاته فيما حوله أيضاً.
- السلبية تجاه طرح الأسئلة وإدارة الوقت وفق جدول الزيارات المدارسية الروتينى الخاص بكل فصل: تبدو لنا هذه الرؤية مغلوطة إذ أنها تسحب اهتمام الطفل عن طرق الفهم بوسائله الخاصة عوض ترك مجال حر له ليقدم رؤية خاصة بنفسه ثم الحكم بعد ذلك بما إذا كانت متوافقه مع الهدف العام المرجو مقابل خسارته لفائدتها نتيجة إلزام أخروي بالقواعد المصطنعه الماسسة بهذا الكيان الغالي !؟
- الانحياز لصنف واحد ممن يصنفونه ذواقين للإعلام والدراسة: يؤدي التحيز لشريحة سكانية معينة بناءً على قدرتها المكتسبة سابقاً دون باقي زملائها نحو خلق حالة دفينة يغرس فيها انطباعات ذات أهمية قصوى بالنسبة لهم تتضمن رسالة ذهنية مبنية اعتمادا علي صورة نمطية ثابتة نسخت أذهانهم منذ بداية رحلة مدارسهم الاولية والتي تجبرهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة التصرف كما يتصور الجميع انه افضل طريق مفتوح أمامهم حاليا وكم هي مؤذية جدا لكل منها!.