التنمية المجتمعية هي عملية شاملة ومتكاملة تستهدف تحسين الظروف المعيشية للأفراد والمجتمعات المحلية من خلال تعزيز النمو الاقتصادي، وتعزيز التعليم، وتحسين الرعاية الصحية، وبناء البنية التحتية، وتقوية الروابط الاجتماعية والثقافية. هذه العملية تتطلب جهودا مشتركة بين أفراد المجتمع والحكومة والأطراف الفاعلة الأخرى لتحقيق الأهداف المشتركة.
تتمثل الأهداف الرئيسية للتنمية المجتمعية في رفع مستوى معيشة السكان، وخفض مستويات الفقر والانعزال الاجتماعي، وتعزيز المشاركة المدنية والاستقلال الذاتي للمجتمعات. كما أنها تسعى إلى بناء بيئة صحية ومستدامة اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً. هذا يمكن أن يحدث عبر مجموعة متنوعة من التدخلات مثل تشجيع ريادة الأعمال، دعم التعليم والتدريب المهني، تقديم خدمات الصحة العقلية والجسدية، وإنشاء مساحات عامة آمنة وشاملة.
أداة أساسية لتنفيذ استراتيجيات التنمية المجتمعية هي الاستثمار في رأس المال البشري – الأفراد الذين يعيشون ويعملون داخل المجتمع. وهذا يشمل تعليم الأطفال والشباب مهارات الحياة المهمة، وتمكين النساء والشباب من الوصول إلى الفرص الاقتصادية، ودعم كبار السن للحفاظ على استقلالهم وكرامتهم. بالإضافة إلى ذلك، يلعب الدعم الحكومي دور هام في توفير البنية التحتية الضرورية، وضمان الوصول العادل إلى الخدمات العامة، وإدارة موارد الدولة بطريقة تحقق العدالة الاجتماعية والاستقرار السياسي.
بكل بساطة، تعتبر التنمية المجتمعية رحلة طويلة المدى تحتاج إلى تفاني الجميع - حكومات محلية ووطنية، مؤسسات خاصة وغير ربحية، المنظمات غير الحكومية، وكل فرد ضمن نطاق تلك المجتمعات. إنها ليست مجرد تحديث لمواقع أو تطوير مادي؛ بل هي تغيير شامل يركز على الأشخاص ويحترم الخلفية الثقافية وهويتها.