يعد الكروماتوغرافيا تقنية أساسية حاسمة في مجال التحليل الكيميائي، وهي تستخدم بشكل واسع لفصل وتحديد المواد المختلفة ضمن خلائط معقدة. هناك عدة طرق كروماتوغرافية تقدم أدوات فعالة لتحقيق هذا الهدف، كل منها له طابع خاص ومزايا فريدة تتناسب مع أنواع مختلفة من العينات والتطبيقات البحثية والصناعية. سنتعمق هنا في تفاصيل بعض هذه التقنيات لتوضيح مدى أهميتها وكفاءتها.

أولاً، نبدأ بكروماتوغرافيا الغاز (GC). تعتبر هذه الطريقة مثالية للفصل بين الأحجام الجزيئية الصغيرة نسبياً، مثل المركبات العضوية. يتم حقن عينة الغاز الخاضعة للتحليل داخل عمود تحمل مادة ثابتة متخصصة تمتص المكونات المختلفة بمعدلات متفاوتة بناءً على خصائصها الفيزيائية والكيميائية. يستخدم المتجرد غازات غير قابلة للتفاعل تحت ضغط مرتفع لنقل المحلول عبر العمود، وبالتالي فصله إلى مركبات فردية يمكن اكتشافها بواسطة أجهزة استشعار حساسة.

ثانياً، يأتي دور كروماتوغرافيا السائل الاعتماد بالمراحل (HPLC)، التي تدعم الأهداف البحثية الصعبة عندما تكون الجزيئات الأكبر حجماً بحاجة للمعالجة. كما هو الحال مع GC، فإن HPLC يعتمد أيضًا على القوة المؤثر الدافعة؛ لكن في حالة HPLC تلك هي سريان للسوائل بدلاً من الرياح/الغازات المضغوطة. قد يحتوي العمود المستخدم هنا مواد صلبة ذات مسام دقيقة تعمل كمواقع إمساك مؤقت لجزيئات المختلط أثناء مرورها بالحل السائل المنطلق خلال العمود. عندما تصل الجزيئات النهائية إلى نهاية العمود، تصبح قابلية ذوبانها في الماء أكبر ممّا يسمح لها بالتخلص منه للاستقبال عند نقطة أخذ العينات التالية.

وفيما يتعلق بالأمثل العام الأكثر شمولية ومتعدد الاستخدامات - وهو كروماتوغرافيا الطبقة الرقيقة (TLC) – فهو أكثر بساطة نسبيًا ولكنه ليس أقل أهمية مقارنة بغيره من الأنواع الأخرى الرائدة. تُطبَّق فيه المواد المستهدفة مباشرةً فوق طباقة مغلفة بطبقة رقيقة جدًا لسطح مضاد لامتصاص وانسيابي بدرجة كبيرة. ومن ثم، يؤدي تطبيق مذيب مناسب عبر البلاطة بإتجاه رأسي للحركة وصولا لفوق مستوى آخر نحو الأعلى باتجاه قاعدة جديدة حيث ستترك المكونات المتفرقة بصماتها الفريدة المكشوفة أمام عين المشاهدين مما يشير إلي طبيعتها وهويتها الخاصة بكل تركيبة عضوية وسائلة.

يتيح لنا تعميق معرفتنا حول كيفية عمل كل نوع من أنواع عمليات الكروموتورافيه وفهم مزاياه وقيوده تصميم تجارب مختبرية مدروسة جيداً وتفسير نتائجنا وفق منظور علمي صحيح ودقيق للغاية إذ تتيح دراسة شاملة لأداء مجموعات مجهرية عديدة وجودتها ونوعيتها ورصد ظواهر خاصة بتداخل جسيمات صغيره باستخدام معدات عالية المهارة والإتقان والمعرفة الواسعة بشأن طريقة العمل وأساليب التدريب على استخدام المعدّات الجديدة واستراتيجيات جمع البيانات وتحليل النتائج واستخلاص الاستنتاجات المناسبة منها جميعًا بنظرية مطابقة لما تم رؤيته بالفعل اثناء التجربة العملية والتي تعد أساس نجاح اي اختبار معملي جديد!