يعد فهم الفروقات بين علمَيْ النحو والصرف أمرًا أساسياً للحفاظ على جماليات وفصاحة اللغة العربية الأصلية. يُعنى كل من هذين العلمين بدراسة البنية والقواعد التي تحكم بناء الجملة والتراكيب اللغوية المختلفة، ولكن مع تركيز مختلف تمامًا.
علم النحو، والذي يعرف أيضًا باسم "العروض"، هو فرع من فروع علوم اللغة يركز بشكل أساسي على كيفية تنظيم الكلمات في الجمل لتكون ذات معنى واضح ومفهوم. يهتم النحاة بمواقع الكلمات داخل الجمل وتغيراتها حسب سياق الاستخدام. إنهم يستأنسون القواعد المحددة لوضع علامات ترقيم وأحوال إعراب لتحقيق هذا الهدف.
على الجانب الآخر، يدور علم الصرف حول دراسة الأوزان والألفاظ وكيف تتغير بحسب حالات استخدام القاعدة العامة لها. وهو يشمل تغيير جذور الكلمة وحروف العطف والجزم وغير ذلك الكثير وفقاً للوظيفة والمعنى المرغوب فيه للجملة. بينما يعمل علماء الصرف عادة على مستوى المفردات والكلمات الواحدة، فإن نشاط نحوي ينصب غالبًا على بنية الجملة برمتها ومعاني العلاقات الضمنية فيها.
في النهاية، يعد كلا العلمين ضروريين لفهم وإتقان أي لغة طبيعية مثل العربية، فالنحو يساعد في جعل التواصل أكثر وضوحا وجاذبية، بينما يساهم الصرف في تعزيز التنوع والدقة الدلالية للمفردات المستخدمة ضمن تلك التواصل.