- صاحب المنشور: سوسن المزابي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولاً هائلاً مع تطور الذكاء الاصطناعي (AI) وتطبيقاته المتزايدة عبر مختلف القطاعات. هذا التطور ليس مجرد ثورة تكنولوجية؛ بل هو أيضًا عامل رئيسي قد يغير قواعد اللعبة فيما يتعلق بسوق العمل العربية. في حين أنه هناك مخاوف بشأن فقدان الوظائف بسبب الروبوتات والأتمتة التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي، إلا أن الفرص الهائلة للتحديث والإنتاجية والتوسع الاقتصادي ليست بعيدة المنال أيضًا.
الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي لسوق العمل العربي:
- زيادة الكفاءة والإنتاجية: يمكن للروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي القيام بمهام متكررة ومملة تتطلب دقة عالية وبسرعة أكبر بكثير مما يستطيع البشر فعله. هذا يسمح للأيدي العاملة البشرية التركيز على الأعمال الأكثر تعقيدًا وإبداعًا والتي تضيف قيمة حقيقية للمؤسسات.
- تحسين جودة الخدمات: بإمكان الأنظمة القائمة على التعلم الآلي تقديم خدمات شخصية وعالية الجودة بناءً على بيانات العملاء وتحليلها. وهذا يشمل كل شيء بدءًا من خدمة العملاء حتى تقديم المشورة المالية - حيث يتم تخصيص الحلول لتلبية احتياجات الأفراد.
- إنشاء فرص عمل جديدة: رغم الخوف من البطالة نتيجة لأتمتة بعض الوظائف التقليدية، فإن الذكاء الاصطناعي يخلق أيضاً وظائف غير تقليدية مثل مهندسي البرمجيات ذوي الارتباط بالذكاء الصنعي، محللي البيانات الضخمة، وأخصائيي الأمن الرقمي وغيرها الكثير.
- تعزيز التعليم والتدريب المهني: تقدم حلول الذكاء الاصطناعي طرق تدريبية أكثر كفاءة ومتاحة جغرافياً ويمكن الوصول إليها لجميع الطبقات الاجتماعية بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو مستوى دخلهم. هذه الوسيلة الحديثة للتعليم ستكون مفيدة للغاية خاصة خلال فترة جائحة كورونا الحالية والحاجة الملحة للحفاظ على المسافة الاجتماعية.
التحديات المرتبطة بتطبيق الذكاء الاصطناعي في سوق العمل العربي:
- فجوة المهارات: العديد من العمال الحاليين ربما لن يكون لديهم القدرة اللازمة لمواكبة الطلب الجديد الذي سينشأ حول مهارات الذكاء الاصطناعي والقريبة منه. إن عدم توفر التدريب المناسب سيجعل الأمر صعبًا عليهم لإعادة تأهيل نفسهم لتحقيق الاحتراف الجديد لهذا النوع من المواهب الجديدة والمطلوبة بشدة عالميًا والعربية تحديدًا حالياً مستقبلاَ_.
- القضايا الأخلاقية والخصوصية: يتعامل الذكاء الاصطناعي غالبًا مع كمّ كبير جدًا من المعلومات الشخصية الخاصة بالمستخدمين. لذا، فإنه يجب وضع تشريعات قانونية واضحة لحماية هذه البيانات وتحديد الحدود القانونية لاستخدام تلك المعلومات بشكل صحيح وآمن تمامًا وفق المعايير الدولية المعتمدة بهذا الشأن وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي والذي يعد نموذجا رائدا بهذه الجزئية العالمية الحيوية نظرا لأثرها الواسع المستقبلي .
- الأمان والأمان الرقمي: كما ذكر سابقاً ، تعتمد معظم أنظمة الذكاء الاصطناعي اعتماداً شديدا على كميات ضخمة من بيانات المستخدمين والتي تحتاج إلى نظام محكم وقوي يحافظ عليها ويضمن سلامتها ضد الاختراق والاستهداف الاحتيالي بأشكاله المختلفة الإلكترونية سواء كانت سرقة معلومات حساسة او نشر دعايات مزيفة وما شابه ذلك . لذلك, فإن تطوير آلية شرطة رقمية عربية متخصصه تكون قادره علي مواجهه تحديات القرن الواحد وعشرون سيكون له دور مهم بكل تاكيد .
بناء عليه , يمكن وصف حالة الاستراتيجيه المثلى بأنها توازن بين رؤى الواقعتين الإيجابيه والسلبية لما سبق شرحهما أعلاه . إنها دعوت للاستعداد المبكر لمنع أي اختلالات محتملة داخل نطاق بيئة أعمال عربي جديد ومنفتح تكنولوجيا ولكن بحذر أيضا كي لاتحدث اضطراب اجتماعي خطير كمورد أخير وخط أحمر للأمور المصيريه هنا