تُعتبر الظواهر الاجتماعية إحدى مفاهيم علم الاجتماع الرئيسية التي تساعد الباحثين الاجتماعيين والفلاسفة على تحليل ودراسة الأنماط والسلوكيات المشتركة بين أفراد مجموعة معينة ضمن مجتمع معاصر أو تاريخي. تعكس هذه الظواهر جوانب مختلفة من الحياة اليومية، بما في ذلك القواعد والقيم وعادات التواصل وأشكال الهياكل الاجتماعية داخل مجتمع ما. يمكن تصنيفها بناءً على مواضيع متنوعة مثل الثقافة والدين والحروب والاقتصاد والصحة العامة وغيرها الكثير.
في جوهر الأمر، تشير الظواهر الاجتماعية إلى الأحداث والتفاعلات غير العادية نسبيًا والتي تحدث بشكل متكرر بدرجة كافية لتكون ذات أهمية بالنسبة للعلم الاجتماعي. تُدرس هذه الظواهر لمعرفة كيفية تشكيل الأفراد للمجتمع وكيف يشكل المجتمع تلك الأفراد بدوره. تتضمن دراسات الظواهر الاجتماعية التحليل الدقيق للأنماط والممارسات المتداولة داخل المجتمع، بهدف تحديد العلاقات السببية وراء ظهور تلك الظواهر واستمراريتها وتأثيرها.
من الأمثلة الواضحة للظواهر الاجتماعية ظاهرة "الهجرة"؛ حيث ينظر علماء الاجتماع لها كمفهوم يغطي حركة السكان عبر الحدود السياسية بحثاً عن فرص اقتصادية أفضل أو لتحسين نوعية حياتهم. قد تؤدي هجرة مجموعات كبيرة من الناس إلى تغيرات ثقافية واقتصادية واجتماعية ملحوظة للمجتمع المستضيف وكذلك لمجتمع المنشأ لهؤلاء المهاجرين. ومن هنا يأتي دور العلم الاجتماعي لفهم دوافع ومآلات هذه العملية ومعالجتها بطريقة حسنة النية تساهم في الحد من الآثار السلبية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي العام.
ويمكن تطبيق هذا النهج نفسه على العديد من المواضيع الأخرى المرتبطة بالمجتمع، مثل انتشار وسائل الإعلام الجديدة وآثارها، والحركات الاحتجاجية، وانعكاسات التسلسل الهرمي الطبقي على الصحة النفسية والجسدية للأفراد. إن كل ظاهرة اجتماعية تحمل قيمة فريدة لدى المجتمع الحالي بينما توفر أيضاً رؤى ثاقبة حول طبيعة الإنسان وسلوكه المتغير باستمرار. وبذلك فإن دراستها تمثل أساسا حيوياً لدعم السياسات الحكومية والبرامج التعليمية والبرامج العلاجية المختلفة التي تستهدف تحقيق رفاهية المجتمع وتعزيز قدرته على التعامل الفعال مع تحديات الزمان والمكان المختلفين.