النظام الفيودالي هو نظام اقتصادي واجتماعي قديم ساد أوروبا خلال العصور الوسطى، تحددت فيه العلاقات بين النبلاء والأرستقراطية والطبقة الزراعية تحت مظلة ملكية مركزية. هذا النظام، الذي نشأ تدريجياً بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، كان يعتمد بشكل أساسي على الأرض كمورد رئيسي وأساس للثروة والقوة.
في جوهره، قامت البنية الفيودالية على أساس علاقات الولاء والتبعية المعروفة باسم "الفيو"، حيث باع الفلاحون جزءاً من عملهم مقابل الحماية والدعم من قبل الأمراء الأقوياء الذين كانوا يسمون "البارونات". هذه العلاقة كانت غير قابلة للتجزئة وموروثة جيلاً بعد جيل، مما أدى إلى خلق شبكة معقدة ومترابطة من التحالفات والمصالح المشتركة.
كان المجتمع الفيودالي مقسوماً بشكل واضح إلى عدة طبقات اجتماعية متميزة: الملك كالقائد الأعلى، ثم الأرستقراطيين الذين يسيطرون على معظم الأراضي ويقدمون الخدمات العسكرية للملك、ثم رجال الدين الذين لعبوا دوراً هاماً في الحياة الدينية والثقافية. أما الطبقة الدنيا فقد شكلها الفلاحون الذين يشكلون غالبية السكان ويعيشون حياة بسيطة تعتمد على العمل بالأرض.
من الناحية الاقتصادية، اعتمد النظام الفيودالي على الزراعة المستدامة والتي لم تكن مثمرة للغاية ولكنها تكفي لإعالة المجتمع المحلي. كما ظهرت حرف يدوية محدودة داخل القلاع والحصون التي يملكها النبلاء。ومع ذلك,لم يكن هناك تبادل تجاري كبير خارج حدود المنطقة الفيودالية بسبب عدم وجود بنية تحتية مناسبة وغياب التجارة الدولية الواسعة الانتشار آنذاك.
بشكل عام,كانت الفترة الفيودالية فترة انتقال حرجة شهدت تطورات كبيرة في المجالات السياسية والإدارية والعسكرية بالإضافة إلى الأدبية والفكرية。على الرغم من تشوهاته وعدم المساواة الاجتماعية ، إلا أنها تركت بصمتها التاريخية المؤثرة حتى يومنا الحالي .