قوم ثمود هم أحد القبائل العربية البائدة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وهم قوم النبي صالح عليه السلام. عاشوا في منطقة الحجر، الواقعة بين الحجاز وتبوك، والتي تُعرف اليوم بمدائن صالح. يعود أصل اسمهم إلى جدّهم ثمود بن جاثر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام.

وفقًا للقرآن الكريم، بعث الله تعالى نبيه صالحًا إلى قوم ثمود ليهديهم إلى طريق الحق والإيمان بالله. أيد الله رسالته بالناقة التي خُلقت من الصخر، لكن قوم ثمود تجبروا وكذبوه، فقتلوا الناقة التي كانت آية على صدق نبوة صالح. لذلك، أهلكهم الله تعالى بالصيحة بعد ثلاثة أيام من تبشيرهم بالعذاب لكي يتوبوا، لكن دون جدوى.

تاريخيًا، استوطنت قبيلة ثمود شبه الجزيرة العربية منذ عام 4500 ق.م إلى القرن الثاني قبل الميلاد. انتقلوا من بابل العراق عندما شن الآشوريون معارك عليهم في القرن الثامن قبل الميلاد، فهاجروا إلى جزيرة العرب واستقروا في مناطق مثل الحجاز، والطائف، وتيماء، والجوف، وحائل، والبتراء، وجازان.

تقع قرية الحجر، حيث وقع العذاب على قوم ثمود، على بعد 22 كم شمال شرق مدينة العلا الحالية، والتي تبعد 395 كم شمال غرب المدينة المنورة. تتميز هذه المنطقة بوفرة المياه والأراضي الخصبة والكتل الصخرية الهائلة التي نحتوا منها بيوتهم وقصورهم وأماكن للعبادة.

تُظهر النقوش الصخرية في هذه المنطقة الأثرية آثارًا نبطية ومعينية ولحيانية وثمودية، مما يشير إلى أن هذه الأقوام سكنوا هذه القرية وأقاموا فيها. يقدر بعض المؤرخين أن هلاك قوم ثمود كان بين عامي 1300 ق.م و 900 ق.م، في الفترة التي ظهرت فيها مملكة لحيان.

بذلك، نرى أن قوم ثمود كانوا قبيلة عربية قديمة ذات حضارة وقوة، لكنهم رفضوا دعوة نبيهم صالح وتمادوا في طغيانهم، فكان مصيرهم العذاب الإلهي.