روبيرت فال، عالم الفيزياء الفرنسي الشهير، ابتكر جهازاً فريداً يُعرف الآن باسم "ميزان روبرفال". يعدّ هذا الجهاز واحداً من أكثر الوسائل دقة لتحديد معدل تسارع الجاذبية الأرضية. يعمل الميزان استناداً إلى ظاهرة كوانتوم تُدعى الانقسام البؤري للذرات، والتي تتضمن تباطؤ نبضات الليزر فوق ذرة يوديد الروديوم حتى تصبح ثابتة بالنسبة لها.

في عام 1952، قدم روبرتال أول تصميم له لميزانه الجديد. وقد استخدم هذه الآلة لأول مرة خلال التجارب التي أجراها حول القمر الصناعي الأمريكي ثم بعد ذلك في مهمته الخاصة بإطلاق الأقمار الصناعية. منذ تلك اللحظة، أصبح استخدام ميازين روبرفال شائع جداً في مجال الأرصاد الفلكية والجيوفيزياء. يتميز هذا النوع من الموازين بدقتها العالية ومقدرتها على قياس تغيرات صغيرة جدًّا في المجال المغناطيسي للأرض.

يتألف ميزان روبرفال بشكل أساسي من غرفة تحت ضغط عالٍ مليئة بغاز اليوديد الرودينيوم المشدود. عندما يتم تشغيل شعاع الليزر داخل الغرفة، فإن الضوء يحرك ذرات غاز اليوديد الرودينيوم بطريقة منظمة للغاية مما يؤدي إلى إنشاء نمط متعرج. عند نقطة معينة، ينتج عن تأثير جاذبية الأرض انحرافات طفيفة في النمط المتعرِّج الخاص بالذرات، وهو ما يمكن اكتشافه وتفسيره كمعدل التسارع المحلي لجذب الجاذبية نحو مركز الأرض. وهذا يوفر لنا رقمًا حاسمًا لفهم البيئات المكانيّة المختلفة وكيف تؤثر عليها الظروف الطبيعية والتغيرات المناخية.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن تكنولوجيا ميزان روبرفال قد تطورت عبر الزمن وأصبحت جزءا أساسيا من العديد من التطبيقات العملية بما فيها تحديد موقع نظام تحديد المواقع العالمي GPS وبعض العمليات المعقدة الأخرى مثل الرصد العلمي للمحيطات والمواد ذات الحساسية الكهربائية والميكانيكية الفائقة. بالإضافة لذلك فإن بعض أنواع الإلكترونيات الحديثة تعتمد أيضاً على هذه التقنية لتحسين أدائها العام. وبالتالي فإن اختراع روبرت فال ليس مجرد أداة بسيطة لقياس الجاذبية بل هو خطوة مميزة باتجاه تقدم البشرية وفهم قوانين الكونية بشكل أفضل.