يعد كوكب أورانوس، وهو الكوكب الثامن بالنسبة للشمس ضمن نظامنا الشمسي، أحد أكثر الأجرام الفضائية غرابة وجمالاً. يُعتبر أورانوس ثاني أكبر كويكبات الجليد العظمى بعد نبتون، ويُصنف كواكب الغاز العملاق مثل المشتري وزحل وأورانوس نفسه. يتميز هذا الكوكب بفترة دوران مدارية بطيئة جداً (حوالي 84 سنة أرضية) ودورة دوران فريدة تشير إلى أنه قد تعرض لانقلاب كبير خلال تاريخه.
تبلغ المسافة بين الشمس وأورانوس نحو 2,9 مليار كيلومتر مما يجعله أبعد بكثير عما يمكن رؤيته بالعين المجردة على الأرض. اكتشفه الفلكي ويليام هيرشل عام 1781 باستخدام تلسكوب صغير نسبياً مقارنة بالتلسكوبات الحديثة. اسم "أورانوس"، مستمد من أساطير اليونان القديمة ويعني "السماء".
يدور أورانوس بزاوية كبيرة تقدر بحوالي 98 درجة فيما يعرف بـ"الانحراف المحوري"، وهذا ما يعطي مدارّه شكل حلزوني غير منتظم. نتيجة لذلك، فإن فصل الصيف الشديد والصيف البارد هما متطرفتان حقيقيتان عند القطبين بينما يشهد خط الاستواء أجواء معتدلة نسبيًا طوال العام.
يتميز جوّ أورانوس بثلاث طبقات رئيسية وهي الطبقة السفلى التي تتكون بشكل رئيسي من الهيدروجين والميثان والجليد، يليها طبقة بينية تحتوي أيضاً على الأمونيا وأول أكسيد الكربون والأرجون بالإضافة لبعض المركبات الأخرى المضغوطة تحت الضغط الهائل للمصباح الحراري. أعلى هذه الطبقات هي طبقة الإيونوسفير والتي تمتلك خصائص كهرومغناطيسية مميزة بسبب كثافتها المنخفضة وشحنات الليثيوم والإيثين الموجودة فيها.
على الرغم من الظروف القاسية على سطحه، فقد تم رصد العديد من الحلقات الدقيقة للأقمار الصغيرة لأورانوس عبر مهمة فوييجر 2 في تسعينيات القرن الماضي. ومن أهم تلك الأقمار ميرا وإريدا وجوانا وكورديليا وسابينا وبيلروس وغيرهن اللواتي يكشف البحث العلمي المزيد عن خصوصياتهما يوماً بعد يوم.
في نهاية المطاف، يمثل كوكب أورانوس لغزاً علمياً رائعاً ينتظر استكشاف الإنسان المستمر لفهمه بصورة أفضل وفي الوقت نفسه إثراء معرفتنا بالنظام الشمسي ونفس المنظومة النجمية التي نعيش بها جميعاً.