التعليم عن بعد، المعروف أيضًا باسم تعلم المسافة البعيدة أو التعلم عبر الشبكات، هو منهج حديث ومتطور في إيصال التعليم يستغل تكنولوجيا الاتصالات الحديثة. يشير هذا المصطلح إلى تقديم المواد التعليمية عبر مسافات كبيرة وباستخدام أدوات مثل الفيديوهات الحية والمؤتمرات الإلكترونية والبرامج التعليمية الرقمية.
يمكن تصنيف التعليم عن بعد إلى قسمين رئيسيين: التقديم المتزامن والتقديم غير متزامن. في التقديم المتزامن، يتم توصيل المعلومات بشكل مباشر وجهاً لوجه - وإن كان ذلك افتراضياً - بين المُعلم والمتعلم في اللحظة نفسها. بينما يسمح التقديم غير متزامن بتوصيل المحتوى عندما يناسب الجدول الزمني لكل شخص بما يتماشى مع نمطه اليومي الخاص.
ومن أهم مميزات التعليم عن بعد مرونته؛ فهو يعطي الفرصة للمتعلمين لتحقيق التوازن بين دراستهم وأعمالهم الخاصة والحياة الشخصية. بالإضافة إلى أنه قد ثبت أنه فاعل للغاية، حيث توضح العديد من الدراسات فعالية هذه الطريقة مقارنة بالنظام التعليمي التقليدي خاصة حين يتم استخدامه بكفاءة.
كما يوفر التعليم عن بعد مجموعة متنوعة من الخيارات للطالب لإدارة عملية التعلم وفقاً لاحتياجاته وقدراته وقدراته الفردية. ولا ننسى أيضاً تكلفته المنخفضة، مما يجعله خياراً جذاباً للأفراد الذين يرغبون في الوصول إلى التعليم الجامعي ولكنه ليس لديهم الوسائل المالية الكافية لذلك.
بالانتقال إلى مزايا التعليم عن بعد، نرى كيف يمكن أن يكون مفيداً جداً للاستفادة من الجوانب الجغرافية والزمانية. هنا، يمكن لأي شخص حول العالم اكتساب المعرفة بغض النظر عن موقعه الجغرافي ومكان وجود المعلّم. علاوة على ذلك، يتيح هذا النظام حرية انتقاء الوقت الأنسب للدراسة دون قيود جدول زمني ثابت. واستخدام التكنولوجيا الحديثة كوسيلة للحصول على المعلومات أصبح أمراً حيوياً ودائماً متاحاً الآن.
وأخيراً وليس آخراً، يعد التعليم عن بعد وسيلة رائعة لدعم الوصول الشامل إلى التعليم. فهو يفتح أبواب التعليم أمام الأشخاص ممن لم يكن بمقدورهم سابقا الانضمام إلى المؤسسات الأكاديمية التقليدية بسبب عوامل عمرية وشروط عمل وظروف اجتماعية أخرى. ومن خلال مواجهة تحديات الطاقة الاستيعابية بالأماكن الأكاديمية، قدم التعليم عن بعد حلولاً مبتكرة لتلبية طلب المتعلمين الواسع النطاق بسرعة وكفاءة.
