بدأت قصة توسع النفوذ العثماني بتأسيس الدولة العثمانية عام 1299 تحت قيادة عثمان الأول، والذي استهدف توحيد القبائل التركمانية المتفرقة حول منطقة الأناضول الغربية. خلال القرن الرابع عشر والخامس عشر، تصاعدت قوة السلطنة العثمانية بسرعة، وأصبحت واحدة من أقوى الدول الأوروبية الشرقية بعد سلسلة انتصاراتها ضد البيزنطيين والمماليك.
في عهد محمد الفاتح (1451-1481)، شهدت الإمبراطورية توسعا كبيرا عندما فتح إسطنبول سنة 1453 ميلادية، مما أسقط الحكم البيزنطي وجعلها العاصمة الجديدة للسلطنة. بعد هذا النصر الكبير، شرعت الدولة العثمانية في غزو البلقان وشبه الجزيرة العربية، لتصل حدودها إلى جنوب أوروبا وشواطئ البحر الأحمر وبحر العرب.
خلال فترة حكم سليمان القانوني (1520-1566)، بلغ النفوذ العثماني ذروته مع سيطرته على معظم بلاد الشام والعراق ومصر. كما حاول الوصول إلى قلب أوروبا بفتح ڤينّا لكن محاولاته باءت بالفشل أمام التحالف المسيحي هناك. إلا أنه نجح في جعل العثمانيين الطرف الأقوى بين القوتين الرئيسيتين آنذاك وهما فرنسا وإسبانيا.
مع نهاية القرن السادس عشر وبداية الثاني عشر، بدأت الأمور تتغير بالنسبة للدولة العثمانية. فقد تعرضت لهزيمة ساحقة أمام القوات الروسية تحت قيادة بيتر الأكبر مما أدى لفقدان بعض المناطق الواقعة شمال البحر الأسود والأناضول الشمالية. ومع ذلك ظل النفوذ العثماني قائما حتى بداية الحرب العالمية الأولى والتي كانت سببا رئيسيا لانحساره بشكل كبير.
وفي النهاية يمكن القول بأن رحلة التوسع التي خاضتها الإمبراطورية العثمانية لم تكن سهلة ولم تخلو من الصعود والهبوط ولكنها تركت بصمة واضحة في تاريخ المنطقة والعالم القديم عموما.