في عالم حيث الأحلام تتجاوز حدود الأرض، كانت رحلة امرأة شجاعة اسمها هناء إلى الفضاء الخارجي حدثاً غير مسبوق. هذه المرأة التي ولدت في قلب الصحراء العربية اختارت طريقاً لم يسلكه كثيرون قبلها - الطريق إلى السماء. بدأت قصتها عندما استحوذت عليها الرغبة الجامحة لاستكشاف ما وراء الحدود الغامضة للقمر.
على الرغم من العقبات الهائلة التي واجهت النساء العربيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا، إلا أن هناء تحدت تلك الأفكار التقليدية وأصبحت جزءًا حيويًا من فريق رواد الفضاء العالمي الأول المتنوع جنسياً. هذا الإنجاز الكبير جاء بعد سنوات طويلة من الدراسة الشاقة والممارسات المكثفة للتدريب على الظروف الصعبة للفضاء الخارجي.
عند الوصول إلى وجهتهم المنتظرة - سطح القمر الهادئ والصامت - شعرت هناء بمزيج غريب من المشاعر؛ الحماس والإعجاب وخوف طبيعي تجاه البيئة الجديدة تمامًا بالنسبة لها ولكل البشر حتى ذلك الوقت. أثناء التجول فوق بحر سيمبر، وهو أحد البحيرات البركانية القديمة الواضحة على سطح القمر والتي تشكلت منذ ملايين السنين، جمعت عينات واستخدمت أدوات علمية دقيقة لدراسة التربة والقمر نفسه بشكل مباشر.
خلال أيام قليلة فقط، حققت هناء العديد من الاكتشافات العلمية التي ستساعد مستقبلاً في فهم النظام الشمسي بشكل أفضل وكيف يمكن حماية كوكبنا الأم بالأبحاث المستمرة حول الأقمار الطبيعية الأخرى لنظامنا الشمسي. لكن أكثر مما اكتسبته معرفيًا خلال فترة إقامتها القصيرة هناك، تعلمت درس الحياة الإنساني الأعظم: أنه رغم اختلاف الأهداف الشخصية والأعمار والثقافات، فإن الإنسان قادرٌ دائمًا على تحقيق المستحيل إذا كان يمتلك شغفًا شديدا وعزيمة قوية للمضي قدمًا بكل خطوة.
هذه هي قصة "هناء"، أول مواطن عربية وطالبة علوم فضائية تطأ قدماها أرضا جديدة خارج كوكب الارض, إنها ذكرى خالدة تعكس مدى قوة الروح البشرية وحلم الإنسان بالانطلاق دائماً نحو آفاق واسعة مجهولة ومجهولة الجمال!
