- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
تنطلق نقاشتنا حول العلاقة بين القدرات المعرفية للإنسان والأجناس الأخرى. يشير معظم المشاركين - خصوصاً دانية بن الطيب - إلى أن الزيادة الهائلة في حجم العقل البشري لم تكن لخدمة القدرة ذاتها إلا للمعرفة المركبة واستيعاب المعلومات المعقدة. هذا التفوق المعرفي يتيح للإنسان الابتكار والتعلم المستدام، وهو أمر غير ممكن بدون فترة طويلة نسبياً من التعليم والتفاعل الاجتماعي. تستخدم دانية عبارات مثل "التعطيل الاستراتيجي"، مشيراَ إلى أنه رغم فقدان بعض السمات الطبيعية ("الفطريات") عند الولادة، فإن البشر لديهم قدرة فريدة للتكيّف مع بيئات مختلفة ومتغيرة باستمرار، وهي خاصية يمكن اعتبارها مكسبا رئيسيا لهم. يتم التأكيد هنا على أنّ مرونة العقل الإنساني هي المفتاح لفهم السبب وراء عدم وجود ذاكرة للأجيال السابقة، كون تلك المرونة ضرورية لتطور المجتمع البشري وتعزيز العلم والمعرفة. خلص الجدال إلى أن الفروقات في قدرات الدماغ ليست مجرد مسألة كمية فيما يتعلق بحجم الدماغ؛ بل إنها ترتبط ارتباط وثيق بدرجة تعقيده وكفاءته في التعامل مع المشكلات المعقدة والمهام الاجتماعية والتقنية المختلفة. وبالتالي، فإن "تمكين" أو "تشغيل" ذكائنا ليس أمراً ثابتاً، ولكنه عملية ديناميكية ومستمرة طوال الحياة، حيث تلعب التجربة الشخصية دوراً أساسياً في تشكيل فهمنا للعالم من حولنا.