يتناول مفهوم "الدمج" في مجال التربية الخاصة نهجاً تعليمياً يهدف إلى دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة - بما في ذلك تلك المتعلقة بالقدرات المعرفية, الحركية, النفسية, والعاطفية – داخل الفصول الدراسية الاعتيادية مع نظرائهم غير المصابين بإعاقات. هذا النهج يستند إلى فكرة أنه يمكن للجميع التعلم بشكل فعال عندما يتم تقديم بيئات تعليمية شاملة ومحفزة تلبي احتياجات كل طالب فردياً.
في سياق التربية الخاصة, يشير الاندماج عادةً إلى عملية وضع الطلاب ذوي الإعاقة جنباً إلى جنب مع طلاب آخرين ليسوا من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن نفس الفصل الدراسي. الغرض الرئيسي من هذه العملية هو تحقيق الشمول وبناء مجتمع مدرسي أكثر تنوعا ومتعة لفائدة جميع الطلاب. ومع ذلك, فإن نجاح الاندماج يعتمد بشكل كبير على عدة عوامل منها تصميم المناهج والموارد التعليمية لتلبية مجموعة واسعة من الأعمار وقدرات المستويات الأكاديمية بالإضافة إلى تدريب المعلمين وتوفير خدمات دعم كافية للأطفال الذين يحتاجون إليها.
تتضمن بعض الاستراتيجيات التي تساعد في تحقيق النجاح في عمليات الدمج ما يلي: تطوير خطط شخصية لكل طالب تشرح حالته وحاجاته؛ استخدام تقنيات تدريس متنوعة تتناسب مع مختلف أساليب التعلم لدى الأفراد; توفير فرص للتفاعل الاجتماعي بين الجميع بدون تمييز بناءً على القدرة أو الخلفية الاجتماعية والثقافية; وإنشاء بيئة محفزة تعزز الثقة بالنفس واحترام الذات لدى كافة الطلاب.
ومن الجدير بالذكر أيضا دور العائلة والأصدقاء المقربين للمساهمة بتشجيع ودعم سيرورة اندماج الطفل بطريقة إيجابية عبر التواصل المنتظم مع إدارة المدرسة والمعلمين. كما يلعب المجتمع المحلي دوراً حيوياً بتقديم المساعدة والدعم اللازم لجعل تجربة التعليم متاحة وشاملة قدر الإمكان.
وفي النهاية، يعد مفهوم الدمج جزءاً أساسياً من الرؤية الحديثة لمناهج التربية الخاصة التي توفر مسارا تعليميا مشتركا يعكس القيم الإنسانية العالمية ويؤكد حق كل طفل بالحصول على فرصة تعلم متساوية بغض النظر عن قدراتهم الجسدية أو العقليه.
