علم المناهج، والذي يُعرف أيضًا بـ "علم مناهج البحث"، هو مجال أكاديمي يهتم بدراسة الأساليب والتقنيات المستخدمة لفهم وفك شفرة الحقائق العلمية التي تقف خلف ظواهر العالم الطبيعي والاجتماعي. جذور هذا العلم تعود إلى الفترة الهيلينية، عندما بدأ أرسطو استخدام مصطلح "الأورغانون" للإشارة إلى منهج التفكير المنظم.
في جوهره، يشير مفهوم علم المناهج إلى مجموعة من الوسائل والاستراتيجيات المبتكرة لدراسة ومعرفة الأحداث والأفكار الجديدة، والتي قد تساهم في توسيع وتعزيز النظريات الموجودة بالفعل. إنه عملية بحث تقوم أساسًا على تجميع البيانات القابلة للقياس، خاصة تلك التي تخضع للاستدلال الرياضي.
لقد تطورت فكرة علم المناهج عبر القرون، حيث اعتمدها المفكرون والفلاسفة مثل أرسطو واستخدموها كأساس لبناء حججهم العلمية. وفي الشرق الإسلامي القديم، طور العلماء قواعد منهجيّة البحث في كل من الدراسات العملية والنظرية. تشمل هذه الأساليب المشاهدات التجريبية وصياغة الفرضيات.
يتمحور تركيز علم المناهج بشكل أساسي حول تحديد المبادئ العامة لكيفية دراسة المواضيع المختلفة. فهو يسعى لتقديم نظرة مفصلة حول وسائل وأنماط البحوث الحديثة وكيف تم الوصول إليها تاريخياً. يتم تقسيم علم المناهج عادةً إلى مستويات متعددة؛ منها مستوى عام يشرح الأنواع المختلفة لمنهجية البحث بناءً على طبيعتها وخلفياتها المجتمعية. هناك أيضًا مستوى أكثر تحديدًا خاص بكل نوع فرعي من علوم الاجتماع وغيرها من الاختصاصات الأكاديمية الدقيقة. أخيرا وليس آخرا يأتي مستوى آخر متخصص يدقق باستفاضة في موضوع واحد فقط ضمن تخصص واسع.
بالتالي فإن أهمية علم المناهج واضحة جدا - فهي توفر إطار عمل موحد مدروس جيدا لكل مجالات المعرفة البشرية مما يعزز فهمنا للدول الطبيعية والإنسانية بطريقة منظمة ومتينة.