أحمد زكي باشا، أحد أبرز الشخصيات في النهضة الأدبية العربية، يعتبر أول من وضع علامات الترقيم في اللغة العربية. ولد في مصر عام 1867 وتوفي عام 1934، وكان له دور بارز في إعادة إحياء التراث الإسلامي. عُرف بلقب "شيخ العروبة" واشتهر بعمله في الكتابة والنشر والترجمة إلى جانب عمله في الجامعة المصرية.

في مجال الترقيم، عيّن وزير المعارف أحمد حشمت الأديب أحمد زكي باشا لإضافة علامات الترقيم إلى اللغة العربية وتثبيت أسسها وقواعدها. بدأ زكي باشا بدراسة ما وضعه العلماء الغربيون في هذا المجال، وأطلق على هذا المجال العلمي اسم "الترقيم"، نظراً لاحتوائه على العلامات والنقوش المخصصة للكتابة. جمع زكي باشا عمله في رسالة بعنوان "الترقيم وعلاماته في اللغة العربية"، والتي نشرها في عام 1911، وراجعها العلامة عبد الفاتح أبو غدة. من علامات الترقيم التي وضعها زكي باشا: الفاصلة، الفاصلة المنقوطة، علامتا الاستفهام والتعجب، النقطتان، النقطة، الشرطة، والقوسان.

بالإضافة إلى ذلك، حقق زكي باشا إنجازات مهمة في مجال الطباعة، حيث عمل على اختصار أحرف الطباعة من 905 شكل إلى 132 شكل و46 علامة، بعد تجارب مكثفة في أحد المطابع المصرية.

يمكن تقسيم أعمال زكي باشا العلمية إلى ثلاث أقسام رئيسية: إحياء التراث الإسلامي، الاعتناء بالآثار، والتحقق من مسميات البلاد والأعلام والوقائع في اللغة العربية والجغرافيا والمجالات التاريخية. أسس مكتبة علمية ضخمة سمّاها "الخزانة الزكية"، وساعدته وظيفته الحكومية في جمع الكتب والمخطوطات النادرة من مختلف أنحاء العالم.

بهذا، يظل أحمد زكي باشا رمزاً بارزاً في تاريخ اللغة العربية والترقيم، حيث ترك بصمة لا تمحى في النهضة الأدبية العربية.