القصة الخالدة "ليلى والذئب"، والتي تعتبر واحدة من القصص الأكثر شهرة للأطفال، لها جذور تعود إلى الفولكلور الأوروبي القديم. ولكن عندما نتحدث عن الشكل المعروف اليوم لهذه القصة، فإننا نقصد عادةً العمل الأدبي لشارل بيرون، وهو كاتب فرنسي شهير عاش خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي.

بيرون، واسمه الحقيقي شارل بيير غيبينوت دي بورسونس، ولد عام ١٧٦٢ وتوفي سنة ١٨٤٠. كان شاعرًا وكاتب دراما وكاتب قصص للأطفال، بالإضافة إلى أنه عمل كمراسل حربي ومحرر صحفي. يُعتبر كتابه "Contes de ma mére loyeuse" ("أحاديث جدتي الترفيهية") الذي نشر بين عامي ١٧82 و1797, أحد أشهر أعمال بيرون وأكثرها تأثيرًا. يحتوي هذا الكتاب على العديد من القصص التي تحولت لاحقاً لأعمال فنية شعبية مثل "الأمير الصغير" وبالطبع "ليلى والذئب".

تُعدّ هذه القصة مثالياً للتعليم الأخلاقي والأمان عند الأطفال. رغم أنها كانت مشهورة أصلاً كجزء من مجموعة قصص طويلة لبيرون، إلا أنها غالبًا ما تُعامل بشكل مستقل بسبب شعبيتها الواسعة عبر الأجيال. إن سحر الشخصية البريئة الطيبة "ليلى" والمخاطر التي تواجهها تحت ظلال الذئب الشرير جعلت منها رمزا خالدا للإرشاد التعليمي للأطفال حول العالم حتى يومنا الحالي.