أبو العباس السفاح، عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، هو أول خليفة عباسي يرتقي إلى سدة الحكم بعد سقوط الدولة الأموية. ولد في عام 100 هـ تقريبًا، وتولى الخلافة في عام 132 هـ، واستمر في الحكم لمدة أربع سنوات حتى وفاته في عام 136 هـ. يُعرف أبو العباس السفاح بكونه مؤسس الدولة العباسية، حيث عمل على توطيد أركانها والقضاء على أي مقاومة ظهرت خلال فترة حكمه.
كان أبو العباس السفاح من نسل عبد المطلب، جد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما جعله مرتبطًا بالنسب الشريف. نشأ في بيئة دينية زاهدة، حيث كان والده محمد بن علي السجاد معروفًا بتقواه وعبادته. تلقى أبو العباس أسرار الدعوة العباسية من ابن الحنفية قبل وفاته، مما جعله على دراية تامة بأهدافها وأسرارها.
بعد وفاة أخيه إبراهيم الإمام على يد الخليفة الأموي مروان بن محمد، هرب أبو العباس إلى الكوفة مع أخيه أبو جعفر المنصور. رغم أن أبو جعفر كان الأكبر سنًا، إلا أن أبو العباس تولى قيادة الدعوة بسبب ولادته من أم حرة، بينما كان أبو جعفر من أم بربرية. استطاع أبو العباس تحويل الدعوة إلى دولة في غضون أربع سنوات فقط.
بعد إعلان قيام الخلافة العباسية، واجه أبو العباس تحديًا من مروان بن محمد، الذي أرسل جيشًا لمحاربته. ومع ذلك، تمكن أبو العباس من هزيمة جيش مروان بن محمد في معركة نهر الزاب، مما أدى إلى فرار مروان إلى مصر حيث قُتل لاحقًا.
خلال فترة حكمه القصيرة، قام أبو العباس بعدة أعمال مهمة. أسس مدينة الأنبار وسمّاها المدينة الهاشمية نسبة إلى هاشم. كما عمل على قمع الثورات والحركات المعادية للخلافة، وحدد الطريق بين الكوفة ومكة.
تزوج أبو العباس من أم سلمة بنت يعقوب المخزومية وأنجب منها ابنه محمد وابنته ريطة. توفي أبو العباس في الأنبار في عام 136 هـ، وعهد بالخلافة لأخيه أبي جعفر المنصور.
بهذا، يبرز أبو العباس السفاح كرمز للقوة والحزم في التاريخ الإسلامي، حيث أسس الدولة العباسية ووضع الأساس لازدهارها لاحقًا تحت حكم أخيه أبي جعفر المنصور.