الثقة بالنفس هي أساس التحكم في النفس والثقة بها. إنها تعني الاعتقاد الراسخ بإمكانيات الفرد وقدراته الشخصية وتحويل هذه الأفكار الإيجابية إلى إجراءات فعلية تشكل شخصيته وسلوكياته اليومية. بموجب التعريف الإسلامي لتنمية الذات، تتضمن الثقة بالنفس اعتقاد الفرد المطلق بأنه قادر وقوي وشجاع، مما يدفعه لاتخاذ القرارات الجريئة والسعي وراء أحلامه وطموحاته.
ومن منظور ديني، يحث الإسلام المسلمين على الاعتراف بقدرتهم الداخلية التي وهبها الله لهم واستثمارها لمواصلة النمو والتطور الروحي والمعنوي. وفي القرآن الكريم، نجد تأكيدا لهذه الرسالة عندما يقول سبحانه وتعالى "فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين" آل عمران :159). وهذا يعني أنه بينما نهتم بتعلم المهارات والعمل الجاد، يجب أيضا الاعتماد على الله للتوصل لأعلى مستوى ممكن من اليقين والثبات.
ومع ذلك، هناك عدة عوامل يمكن أن تخفض مستويات ثقتنا بأنفسنا مثل الشعور الدائم بالخوف والقلق وضعف تقدير الذات نتيجة الانتقادات اللاذعة من الآباء والأصدقاء المقربين. ومع ذلك، يمكن تغيير هذه العقليات السلبية عبر اتباع بعض الاستراتيجيات الرئيسية:
- ادعم نفسك بالتوكل والاستعانة بالله أولًا وبالتوازي العمل الجاد لاحراز اهدافك.
- اختر صحبة جيدة تلهمك وتدعم نجاحك ونموك الشخصي والعاطفي والعقلي.
- اكتسب المعرفة واكتشف اهتمامات جديدة لتوسيع آفاق رؤيتك للعالم وتمكين ذاتك أكثر.
- اضبط حياتك حول هدف واضح يعطي زخم لإجراءاتك ويحفز تقدمك المستمر.
- احتفل بكل انجاز مهما بدى بسيطًا لأنه جزء حيوي لبناء ذاكرة ذهنية ناجحة ترتفع فيها نسبة تقديرك واحترامك لنفسك بالتبعية لفترة طويلة فيما بعد.
وفي نهاية الأمر، الثقة الحقيقية بالنفس ليست مجرد شعار فارغ بل عملية يومية لنشر الطاقة الإيجابية تجاه النفس والتي تستحق الرعاية والصيانة كأي زهرة بريئة صغيرة تحتاج للسقاية وحماية الرياح حتى تنمو خالية من مشاكل الاحباط وضيق التنفس وانعدام الثقة بالنفس نهائيًّا بحول الله وعونه .