العصر العباسي: تاريخ دولة عظيمة وفترات متباينة

بدأ العصر العباسي عام 132 هـ/749 م، حيث قامت الخلافة العباسية على أنقاض الدولة الأموية. وقد شهد هذا العصر فترة من القوة والازدهار، تلتها فترة من الضعف

بدأ العصر العباسي عام 132 هـ/749 م، حيث قامت الخلافة العباسية على أنقاض الدولة الأموية. وقد شهد هذا العصر فترة من القوة والازدهار، تلتها فترة من الضعف والانقسام. يمكن تقسيم العصر العباسي إلى مرحلتين رئيسيتين:

فترة القوة (132-247 هـ/749-861 م)

في هذه الفترة، شهدت الدولة العباسية ازدهارًا كبيرًا في مختلف المجالات. فقد استولى الفرس على المناصب العليا، مما أدى إلى ظهور مفهوم الوزارة، حيث كان أبو سلمة الخلال أول وزير في العهد الإسلامي. كما ازدهرت الحركة العلمية بشكل كبير، وازدادت الفتوحات الإسلامية، وارتفع شأن الدولة الإسلامية بين الشعوب. استمرت هذه الفترة من القوة في عهد الخلفاء هارون الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق.

فترة الضعف (247-656 هـ/861-1258 م)

بدأت هذه الفترة بعد الخليفة الواثق بن المعتصم واستمرت حتى نهاية الخلافة العباسية. تميزت هذه الفترة بسيطرة الأتراك على الخلفاء العباسيين، حيث أصبح الخليفة مجرد اسم أو صورة. انشغل المجتمع العباسي بالترف واللهو والفساد، مما أدى إلى ظهور الشعوبية، وهي حركة تكره العرب وتفضل العجم عليهم. أدى ذلك إلى ظهور الحركات الانفصالية والثورات ضد الحكم العباسي، وظهور دويلات صغيرة في مشرق الدولة الإسلامية ومغربها، مثل الدولة الصفارية والدولة الطاهرية. ساهم هذا في إضعاف الدولة العباسية بشكل أكبر، مما جعل التتار يجتاحون أراضيهم ويحاصرون بغداد أربعين يوماً، ويقتلون مليون نسمة من سكانها. وأخيراً، تم قتل الخليفة المستعصم رفساً بالأقدام، وبذلك انتهت الدولة العباسية.

بهذا، يمكن القول إن العصر العباسي شهد فترات متباينة من القوة والضعف، حيث بدأت دولة عظيمة وانتهت بعد فترة من الاضطرابات والانقسامات.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات