تجصيص القبر هو مصطلح يشير إلى عملية تغطية القبر أو تزيينه بالجص أو مواد مشابهة. في الإسلام، يُعتبر تجصيص القبر مكروهًا كراهة تحريمية، وذلك بناءً على حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه الذي رواه البخاري ومسلم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". هذا الحديث يشير إلى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن بناء المساجد على القبور، ومن ضمن ذلك تجصيصها أو تزيينها.
الكراهة التحريمية تعني أن تجصيص القبر حرام، ولا يجوز فعله، ومن فعله أثم. هذا النهي عن تجصيص القبر يأتي من حرص الإسلام على تجنب الشرك والابتداع في الدين، حيث أن تجصيص القبر قد يؤدي إلى اعتباره مكانًا للعبادة أو التبجيل، وهو ما يتعارض مع مبادئ الإسلام.
ومع ذلك، هناك استثناءات في حالات الضرورة، مثل حماية القبر من السباع أو انهدامه بسبب السيل، حيث يمكن بناء سور حول القبر أو تعميقه لحمايته دون تجصيصه. ولكن هذه الاستثناءات يجب أن تكون مقيدة بالضرورة فقط، ولا تصل إلى درجة المباهاة أو الفخر.
في الختام، تجصيص القبر في الإسلام مكروه كراهة تحريمية، إلا في حالات الضرورة، وذلك للحفاظ على نقاء الدين وتجنب الشرك والابتداع.