تعريف شعر التفعيلة: تطورات جديدة في حركة الشعر العربي الحديث

شعر التفعيلة هو أحد أكثر التقنيات بروزًا في مجال الشعر العربي منذ منتصف القرن العشرين. يُعتبر نوعًا فرعيًا من الشعر الحر، ولكنه يختلف عنهما وبين النوع

شعر التفعيلة هو أحد أكثر التقنيات بروزًا في مجال الشعر العربي منذ منتصف القرن العشرين. يُعتبر نوعًا فرعيًا من الشعر الحر، ولكنه يختلف عنهما وبين النوع القديم "الشعر العمودي". يتميز شعر التفعيلة بتجاوزه للقواعد التقليدية للبيت الشعري والقافية الثابتة عبر القصائد. بدلاً من ذلك، يسمح هذا النمط باستخدام بحر متعدد ومتنوع داخل كل قصيدة، مما يوفر قدرًا أكبر من المرونة والإبداع للشعراء.

تاريخيًا، تعود جذور نشأة شعر التفعيلة للأديبة العراقية نازك الملائكة وشريكها الروحي بدر شاكر السياب في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. وقد تأثر هؤلاء وأجيال لاحقة مثل سليمان العيسى, عبد الوهاب البياتي, نزار قباني, شوقي البغدادي ومحمود درويش وسميح قاسم وغيرهم كثيرون بهذا النهج الفني الجديد.

على الرغم من الجوانب الإيجابية العديدة المرتبطة بشعر التفعيلة والتي تشجع الخيال الشعري وتطلق الطاقة الإبداعية لدى الكتاب الشباب، إلا أنها ليست خالية تمامًا من المشاكل أيضًا. إحدى العقبات الرئيسية هي منح الشاعر وهم الحرية الزائدة بسبب غياب قاعدة واضحة لقافيات ثابتة وحجم ثابت لكل بيت شعري. بالإضافة لذلك، فإن موسيقى الشعر المنبعثة من التنويع والتكرار المتعمّد لتفعيلات مشابهة قد تخدع المؤلف أحيانًا عن تركيزه الأساسي وهو كتابة محتوى ذو جودة عالية وصقل لغوي مميز. كذلك الأمر بالنسبة لمشكلة التسارع الداخلي للحافز الإبداعي والذي يجبر أحيانًا الشعراء على إعادة نفس التفعيلة مرارًا خلال نفس القصيدة.

في نهاية المطاف، يعد شعر التفعيلة تحويلًا هامًا لإرث الشعر العربي، فتح الباب أمام أساليب أدبية جديدة وأعطى صوتاً لجيل جديد من الكتاب الذين سعوا لاستكشاف حدود اللغة العربية وكيف يمكن استخدامها بطرق مبتكرة وفريدة.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات