في جوهر التعريف، القبيلة هي مجموعة اجتماعية تشترك في جذور نسب مشتركة تربطهم بذات الجد الأعلى أو الاسم الحليفي المشترك، مما يشكل هيكلًا يعلوه بطون وعشائر مختلفة. لقد وضع علماء الاجتماع شروط أساسية لتكوين مثل هذه الوحدات الاجتماعية، والتي تتمثل في الاستقرار ضمن مناطق جغرافية محددة والشعور بالانتماء والقيم المتداخلة بين أفرادها. غالبًا ما يتميز أبناء القبيلة بلغة محلية فريدة وثقافة متماسكة تجاه العالم الخارجي.
من أهم العادات المرتبطة بالقبائل الزواج المبكر للرجال والنساء على حد سواء، حيث يمكن أن تبدأ سن الزواج عند الشباب من الخامسة عشر حتى العشرين عاما، بينما يتراوح عمر الفتيات بين أحد عشر وخمسة عشر سنة تقريبًا. وقد اعتبرت الأعراف الثقافية داخل المجتمع العربي القديم ضرورة كبيرة في الاقتصار على نطاق زواج داخلي محدود جداً، مما عزز روابط التقارب بين أفراد تلك الفئة البشرية الصغيرة نسبيًا حين ذاك.
أما فيما يخص الجانب الاجتماعي الخاص بكرم ضيافتهم، فإن عرب الصحراء كانوا معروفين بحسن استقبال الضيوف وكرم تطعيمهم -على الرغم من محدودية الوسائل-. فقد كان تقديم القهوة بشكل خاص رمزًا مهمًا لاستقبال الشخص الغريب، إذ كانت تُقدم له ثلث قهوتين ثم تسأل عنه لاحقاً بشأن احتياجه، كما أنه ليس بالأمر غير الشائع تنظيم وليمة قصاص ولحم بمناسبة حضور هذا الضيف. بالإضافة لذلك، يعد منح المساحة الخاصة لإقامة الليالي بدار صاحب المنزل نوع آخر من أنواع التعبير عن الاعتزاز بروح الكرم والسخاء بالحاضرين.
ولكن وبالمقابل، اشتهرت أيضًا بعض القبائل بدخولها في نزاعات وصراعات مطولة تمتد لأكثر من عام واحد بسبب نظام الانتقام عبر القتل حسب الأعراف المحلية الموجودة آنذاك، وعلى سبيل المثال "حرب داحس والغبراء" لها شهرتها التاريخية الواسعة نظرًا لمقتل العديد خلال فترة دامت وقت طويل للغاية. وكان هناك قانون ملزم قائم يحترم آليات التسوية ويهدف للحفاظ على مصالح ثلاثة عناصر تعتبر أساس الولاء الدائم وهو: المال والكرامة الإنسانية وروح القدس للعائلة نفسها.
ومن الناحية السياسية الداخلية لهذه الهياكل الاقتصادية القديمة، كانت تتبع منهج الحكم الذاتي عن طريق رحلات الوصول إلى حل وسط للأزمة برعاية شخصيات مرموقة محل اعتبار واحترام واسعين نظراً لحكمة تصرفاتها واتزان مواقفها المعتدلة المنصفة لكل الاطراف المتخاصمة.
وفي السياقات القرآنية والإسلامية الجديدة لتنظيم العلاقات العامة بين الأفراد، اتخذ الإسلام نهجاً مختلفاً تمام الاختلاف نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والفردية بلا تمييز طبقي أو مناطقي وفق قوله سبحانه وتعالى ?️?️?️?️?️?️?️?️ : ﴿ يا أيُّها الناس إنّا خلقناكُم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل ليتعارفوا إن أكرمكُم عند الله أتقاكم﴾ [الحجرات: ١٣]. وفي الحديث النبوي الشريف نصائح جمّة تخالف المقاييس المسبقة مبنية على العنصرية كاللون أو الأصل الجغرافي أو اللون الجسمي وغيرها من التحيزات العقيمة المجحفة بحق البعض الآخر ممن هم خارج دائرة النفوذ الطبقي الغامضة غير المرئية للبعض... يقول الرسول محمد ﷺ: "يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد..." إلخ.....\*
