- صاحب المنشور: مديحة الصمدي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي يتسم بالسرعة والتطور التكنولوجي الكبير، تواجه العديد من الأسر تحديات فريدة فيما يخص تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والعائلة. يُعد هذا الموضوع ذا أهمية متزايدة، حيث أصبح معظم الآباء يعملون لساعات طويلة ومهام عمل غير محدودة تتجاوز ساعات الدوام الرسمي. بالإضافة إلى ذلك، مع تراجع دور الأسرة التقليدي كبنية اجتماعية داعمة، أصبح على الأفراد تحمل المزيد من العبء العاطفي والجسدي لإدارة حياتهم الشخصية والمهنية.
التعقيدات المتعلقة بالتوازن بين العمل والأسرة:
- الضغوط الزمنية: غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يحاولون الموازنة بين عملهم وأسرتهم بأن الوقت ليس كافيًا لأداء جميع الواجبات بكفاءة. قد يؤدي هذا الشعور بالإرهاق والإجهاد المستمر إلى التأثير السلبي على العلاقات داخل الأسرة وعلى الصحة النفسية العامة للأفراد.
- الانشغال العام: مع وجود وسائل الاتصال الرقمية مثل البريد الإلكتروني والحاسوب المحمول والأجهزة الذكية الطائرة دائمًا، يمكن أن تصبح حدود مكان العمل زائفة ومتداخلة باستمرار مع الحياة الخاصة خارج نطاق الوظيفة الرسمية. وهذا يخلق جوًا من عدم الاستقرار والقلق بشأن القدرة على اغلاق يوم العمل حقاً.
- غياب المرونة: بينما تقدم بعض الشركات سياسات مرنة للعمل عن بعد أو جدولة مرنة للموظفين ذوي المسؤوليات الأسرية الكبيرة، إلا أنها ليست شائعة عالميًا ولا توفر حلاً شاملاً لكل حالة فردية وقد تكون محدودية بتطبيقها بناءً على طبيعة وظيفة الشخص والمؤسسة التي يعمل بها.
- الحاجة لدعم المجتمع: هناك حاجة متنامية لتطوير شبكات دعم مستدامة داخل مجتمع كل عائلة سواء كانت هذه الشبكة تقليدية أم رقمية. تعتبر الخدمات الاجتماعية الحكومية والدينية وغير الربحية خيارات مهمة للحصول على مساعدة اضافية عند الحاجة خاصة أثناء فترات الضغط النفسي والجهد البدني المرتبط بأوقات الأمومة والأبوة الجديدة مثلاً والتي تستنزف طاقة كبيرة خلال فترة السنة الأولى بعد ولادة الطفل حديث الولادة وفي السنوات القادمة أيضًا حسب احتياجات طفلك وظروفك الخاصة.
استراتيجيات لتحقيق التوازن الفعال:
- تحديد الأولويات: إن تعلم تحديد أولويات واجبات عملك وعملك المنزلي أمر ضروري لإنشاء خطة حياة منطقية وقابلة للتحمل. احرص دائماً على وضع الصِلات العائلية ضمن أعلى قائمة اهتمامتك وحدد توقعات واضحة لتوقيت ردود فعل موثوق به عند تلقي طلبات التواصل الخارجيه عبر الإنترنت وخارج أيام العمل الاعتيادية وذلك بإعلام زملائك بقواعد تواصل مناسبة قبل وقت مناسب للسماح لهم باحترام سلامتك وصحتك الجسدية والنفسية وكذلك راحة أطفالك ومن حولك المقربين إليك وبالتالي تعزيز احترام الجميع لهذه الحدود المعترف بها رسمياً وإنفاذ نظام يسمح لك بممارسة روتين يومي منتظم بدون شعور بالعصبية بسبب الانقطاع المفاجئ لمخططات اليوم المعتمدة داخليا لدى أفراد أسرتك الصغيرة والكبرى أيضا حتى لو كان الأمر يعني فقدان فرصة الحصول على مكافأة مادية مؤقتة ولكنها لن تغير نظرة الآخرين تجاه قدرتك وكفاءتك كمستحق لمنصب رفيع المستوى إذا كنت بالفعل تمتلك المؤهل الشرعي لذلك! فالإنتاجية الحقيقة تأتي من الداخل وليس فقط عدد ساعات جلوسك أمام مكتبك!
- استخدام أدوات المساعدة الرقمية: تساعد التطبيقات البرمجية والبرامج الحديثة المستخدمين على تنظيم جدول أعمال أكثر اتزاناً وإنجاز الأعمال بفاعلية أكبر دون انفاق الكثير من الطاقة البشرية عليها مما يعطي مجال أكبر للتركيز على جوانب أخرى هامة لحياة شخصية أفضل واستمتاع بحياة مليئة بالمشاركة الإيجابية مع الأحباب دون ضغط نفسي سابق لأوانه نتيجة تراكم المهام المختلفة والتي ربما تساهم أيضاً بسلوك سلبي تجاه ابنائك وزوجتك/زوجك مما يؤثر بالسلب