تاريخ فرسان رودس ومالطة: رحلة الحماية والحروب الصليبية

تأسست جمعية الفروسية المعروفة باسم "فرسان القديس يوحنا"، والتي عرفت لاحقاً بـ "فرسان رودس" ثم "فرسان مالطة"، في القرن الثاني عشر خلال فترة الحروب الصل

تأسست جمعية الفروسية المعروفة باسم "فرسان القديس يوحنا"، والتي عرفت لاحقاً بـ "فرسان رودس" ثم "فرسان مالطة"، في القرن الثاني عشر خلال فترة الحروب الصليبية. بدأت هذه الجمعية كمجموعة صغيرة من الشبان غربيين الذين كانوا يسافرون إلى الأرض المقدسة لأداء الشعائر الدينية وحماية المسافرين المسيحيين أثناء الحرب مع المسلمين. ومع مرور الوقت، تحولت الجماعة إلى قوة عسكرية هامة لعبت دوراً محورياً في التاريخ الأوروبي.

بعد سقوط القدس عام 1187، انتقلت الفرسان إلى جزيرة رودس في البحر الأبيض المتوسط واستمرّوا في الدفاع عنها ضد الغزوات العثمانية حتى العام 1522 عندما اضطروا للتخلي عنها بعد حصار طويل قاده سليمان القانوني. نتيجة لذلك، لجأوا إلى الجزيرة القريبة لمالطا التي استولوا عليها تحت حكم ملك البرتغال. هنا أسسوا دولة مستقلة ذات سيادة عرفوا فيها بنظام مركزي وبرلمان منتخب وسلطة قضائية خاصة بهم.

على الرغم من كونهن غير معروفين نسبياً اليوم، إلا أن مساهمات فرسان مالطة كانت كبيرة ومتنوعة عبر القرون. لقد قدموا الرعاية الصحية للمحتاجين وأنشؤوا مستشفيات عديدة حول العالم بما فيها تلك الموجودة في روما وفيينا ولندن وغيرها الكثير. كما شاركوا بنشاط في النزاعات السياسية والدبلوماسية داخل أوروبا وخارجها. وعلى وجه الخصوص، برز دورهم في رعاية المصابين بجروح خطيرة خلال حرب الثلاثين عاماً.

في نهاية المطاف، فقدت المنظمة استقلالها بشكل تدريجي مع تقدم الدولة الوطنية الحديث وتراجع أهميتها الاستراتيجية باعتبارها قاعدة بحرية مهمة. ولكن تاريخها الطويل والمثير للاهتمام يستحق الدراسة والتقدير لتعريفنا بسرد ملحمي للحماية والإنسانية وسط ظروف رهيبة من الحروب والصراعات الدولية.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات