يشهد المغرب، مثل العديد من الدول الأخرى، تحديات متزايدة بسبب الجفاف، وهو وضع يشكل خطرًا جسيمًا خاصة على قطاعاته الرئيسية مثل الزراعة والثروة الحيوانية. يعتبر الجفاف ظاهرة عالمية تؤدي غالبًا إلى نقص حاد في المياه، مما يترتب عليه آثار ضارة على الحياة البرية والصحة العامة. ارتبطت حالات الجفاف المتكررة في المملكة ارتباطًا وثيقًا بتغيرات المناخ وحركة التصحر.
بدأت مشاكل الجفاف في الظهور منذ خمسينيات القرن الماضي عندما تأثر الجزء الجنوبي الغربي من البلاد بشكل خاص بانخفاض غير اعتيادي في التساقطات المطرية. وقد تفاقمت هذه المشكلة مع مرور الوقت حتى وصلت إلى ذروتها خلال عقد الثمانينات حيث تسببت في كارثة بشرية وشردت ملايين السكان الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد تقريبًا آنذاك. كما أثر الجفاف أيضًا على شبكات الري التقليدية التي تعتبر العمود الفقري لأنظمة الري القديمة هناك.
إن أحد أهم التأثيرات البيئية للجفاف يتمثل في شيوع الأعاصير الترابية المرتبطة بانكماش المساحات الخضراء وتحولها تدريجيًّا إلى أرض صحراوية. ينتج عن ذلك انتشار ظواهر بيئية مدمرة أخرى تشمل تحلل الطبقة العليا لأرض الجروف البحرية ("الدنه") والتي تعد منبعًا رئيسيًا لمياه الشرب والحياة النباتية المحلية. علاوة على ذلك، فإن ارتفاع نسب الرمل يؤدي إلى اختناق مجاري الأنهر الصغيرة والمعابر المائية مؤقتًا ممَّا يؤثر بدوره على انتظام توفر الماء اللازم لسقاية حقول المحاصيل المختلفة المنتشرة بكثافة عبر مختلف مناطق الوطن العربي الواسعة فضلا عما يعانيه المواطنون داخل المدن نفسها ممن يعانون من ندرة المياه بل وانقطاعها تمامًا لدى البعض منهم وذلك نتيجة للاستخدام المكثف وغير المستدام للموارد المائية المتاحة أمام الأفراد والجهات الحكومية.
وفي ظل الوضع الحالي المرير عقب كل موجة جفاف جديدة، تبذل السلطات جهود مضنية لإيجاد حلول عملية وجذرية لهذه المعضلة الملحة. ومن بين الخطوات العملية الأكثر فعالية هي حملات التحسيس المجتمعي بمخاطر استنزاف مصادر المياه واتخاذ إجراءات مباشرة لحماية الحقوق المائية للحكومات والبلديات محددتي الحدود وكذلك أفراد الجمهور سواء كانوا سكان حضريين أم ريفيين وما لهم من حقوق شرعیّة وعادات تراثیة بشأن استخدام المياه علی مر القرون المنصرمة قبل ظهور عصر الاستعمار والاستعمارية الحديثة. كما شكل إعادة النظر فی العقبات القانونیه والأکادیمیة لدفع الكفاءة الی الحد الاعلی حیث قدر الإمكان محدودية التعویضات المالية المقترحة مقابل تلکه الخدمات المقدمه من جانب الدولة لصالح طبقات اجتماعيه فقیرة تفتقر أساسیا لیست فقط الزیادة المضمونة للدخل الشهری وإنما أيضا الفرصة الوظیفیه المؤقتة لاستمراریتهم بالحصول علي مورد غذائیه أساسی یضمن لهُم حياة كريمه بعيدا عن مغبتی البطالة القصوی والتي لاتقل خطورة عن جائحه كورونا نفسه! وهذا الامر ليس مجرد قطعه اصلاح حال بل کل جزء منه يعدُ كمحصلة نهائیة لكل الطرق السابقة بغایت الوصول الي نهوض مجتمعی شامل ولم يستثنی احد إلا اذا كان ذا نوايا خبیثة فی قصده وخطة عامة کی تخفق جميع محاولاتها لاحراز اي تقدم نحو الافضل تحت مظله الأمن الاجتماعي القائم اصلا بناء عل طرف واحد فقط...!!!
هذه الصورة المركبة تجمع بين جوانب مختلفة ومتنوعة حول الموضوع الرئيسي المتمثل بجفاف شمال إفريقيا تشمل الجانبين العلمي والفلسفي والاجتماعي للتأكيد علي ضرورة العمل بكل طاقته لتحقيق حلم دولة آمنة مستقره تنفرد فيها مواطنيها بالعيش الكريم وسط رفاهية ماديه ومعنوية عالية جدا .